القرد الثاني جاهز!

TT

ساسة طهران يتقنون لعبة الكر والفر السياسي، لديهم رئيس جمهورية احترقت ورقته، وهو أحمدي نجاد، فتم ركنه على الرف، وتقديم آخر حسن الكلام، كثير الابتسام، هو حسن روحاني.

الآن تسلم محمد جواد ظريف حقيبة الخارجية، وهو مجيد لدوره، لذلك كان تصريحه اللطيف في نقد «تردد» أوباما في التقارب مع إيران.

ابتسم أوباما لروحاني، وخلال حديثه مع نتنياهو تمعر وجهه لإيران، مما أفقده ثقة إسرائيل وطمأنينة إيران، فصار كـ«معايد القريتين» كما يقال في الأمثال الشعبية.

المشروع النووي، العسكري، والسلمي، يمضي قدما، وهو الهدف الأساس للدولة الإيرانية، والباقي مجرد خدم لهذا الهدف. والنووي نفسه ليس مطلوبا بذاته بل لما يمثله من ثمن سياسي.

ليس المشروع النووي وحسب، بل حتى الطموح الفضائي للأعالي العلياء.

قبل أيام أعلن مساعد رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، حميد فاضلي، أن بلاده سترسل من جديد، قردا إلى الفضاء، الشهر المقبل، في إطار برنامجها الفضائي، كما نشرت وكالة الصحافة الفرنسية، وقال المسؤول الإيراني: «القرد الثاني جاهز لإرساله إلى الفضاء، وستتخذ هذه الخطوة أثناء الشهر المقبل».

وأعلنت إيران نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي أنها أرسلت - في كبسولة - قردا إلى ارتفاع 120 كيلومترا، وأنه عاد حيا من هذه الرحلة. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن مسؤول في منظمة الفضاء أن إيران قد ترسل قطا فارسيا إلى الفضاء. وحسب الإيرانيين فإن الجمهورية الطموحة تسعى إلى الوصول إلى اللحظة التي ترسل فيها رواد فضاء من البشر، الإيرانيين طبعا، لولا ضرر الحصار الاقتصادي الغربي، كما يقولون.

نصف الحرب في الكلام والدعاية، والتبختر مكروه ومشيته مبغوضة إلا في الحرب كما جاء في الأثر، وربما كانت قردة إيران وقططها الفارسية المغوارة جزءا من هذه المشية المتبخترة. بغرض التهويش والتخويف. وربما إشباع مشاعر الفخر القومي لدى الإيرانيين.

لكن ما يجري على الأرض أهم مما يرسل إلى السماء، وما يجري على الأرض هو جموع من الغزاة الإيرانيين، تتجاوز عدد القطط والقرود المغامرة وغير المغامرة.

هنا على الأرض تجري فصول الغزوة الإيرانية، وعرب الخليج والعراق والشام، هم من يتلقى لفح هذه الغارة، ورماحها، بينما الغرب، بقيادة «المتردد» أوباما، يفكر ويقدر، ويجتمع في جنيف هذه الأيام ليبتلع الطريف من كلام ظريف.