بماذا أفاد روحاني؟

TT

يتحرك قطار الدبلوماسية الأميركي - الإيراني بسرعة كبيرة، فقد تحدث الرئيس روحاني في مقابلة بشأن جدول زمني على مدى ثلاثة أشهر للتوصل إلى اتفاق نووي. لكن روحاني كان حذرا أيضا بشأن الالتزام بمسار واحد تجاه القضية النووية - ربما خشية أن يعد ذلك إخفاقا في حال فشل هذا المسار.

كان روحاني الحذر هو من جلس ليجري مقابلة مع وسائل إعلام أميركية في أعقاب جلسة مطولة مع العديد من الصحافيين. بدا قلقا من استخدام الرسائل القصيرة التي قد يحتاجها في المفاوضات أو تعقيد الدبلوماسية عبر إثارة قضايا التطبيع كإعادة فتح السفارات في طهران وواشنطن.

كان روحاني يتحدث ببطء وبشكل مترو، ورغم طلاقته في اللغة الإنجليزية فإنه استعان بمترجم. وكما هو الحال في المقابلات الأخرى، أراد أن يظهر وجها جديدا ومعتدلا لإيران - فقد تحدث مطولا مع مجموعة من الصحافيين، على سبيل المثال، عن الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود.

كان أبرز ما دار خلال المقابلة، أنه شدد على أنه يتمتع بسلطات كاملة للتوصل إلى اتفاق نووي، من قبل المرشد علي خامنئي، وهو الزعم الذي أكدته تقارير الاستخبارات الغربية. ويقول المحللون إن خامنئي اندهش وانزعج من موجة الدعم الشعبي لسياسات روحاني المعتدلة، وأعطاه فرصة للتوصل إلى اتفاق.

ويريد الرئيس الإيراني التحرك سريعا لحل القضية النووية عبر مجموعة التفاوض «5+1». وقال روحاني إن خياره سيكون جدولا زمنيا، وإن ستة أشهر ستكون جيدة لكن ينبغي أن يظل الأمر في إطار شهور لا سنوات. وقد يعكس الجدول الزمني المتسرع ضغط العقوبات على الاقتصاد الإيراني، أو خشية روحاني من الانتقادات السياسية من منافسيه المحافظين، وأيا كان السبب فإن الوقت قصير.

قال روحاني إنه مستعد لعرض تدابير «شفافة» موسعة للتأكيد للغرب على أن إيران لا تنوي إنتاج قنبلة نووية. وشبه هذه التدابير بما سمحت به إيران خلال الفترة من عام 2003 إلى 2005، في الوقت الذي تولى فيه رئاسة فريق التفاوض الإيراني، بما في ذلك قبول بروتوكولات إضافية نافذة من وكالة الطاقة النووية الدولية، إضافة إلى القيام بعمليات التفتيش لتقييم ما وصفته الوكالة الدولية بالأبعاد العسكرية المحتملة.

كما لم يناقش مستوى تخصيب اليورانيوم الذي ستلتزم به إيران كجزء من الاتفاق. لكن مصادر إيرانية مطلعة قالت إنه يبدي استعدادا لوضع سقف عند خمسة في المائة، ووضع سقف لمخزون اليورانيوم.

وكان روحاني قال إن إيران تريد الانضمام إلى جولة جديدة من مفاوضات جنيف للتحول السياسي في سوريا، ما دامت ليست هناك شروط مسبقة بشأن المشاركة الإيرانية. وقد قررت إدارة أوباما بشكل مبدئي أن تعرض على إيران مقعدا في هذه المحادثات، مشددة على أن تحولا سياسيا مستقرا سيكون مستحيلا ما لم يكن الإيرانيون ضامنين. وأشار إلى أنه في حال قيام حكومة جديدة في دمشق، فستسمح إيران للسوريين بإبداء رأيهم في صناديق الاقتراع. كما شدد على رغبته في حل المشكلة النووية أولا، حيث يمتلك الخبرة والسلطة من خامنئي. بعد ذلك قال إن بمقدور أميركا وإيران مناقشة قضايا أوسع نطاقا بشأن التطبيع.

ولعل أكثر الحوارات إثارة للاهتمام جاء عندما سألته عن تصريحاته أثناء الحملة الانتخابية التي أراد فيها الحد من قوة الوكالات الأمنية مثل الحرس الثوري الإيراني، حيث أعاد التأكيد على هدف هذه الحياة الثقافية والاجتماعية الواثقة النطاق «وتمييع مجتمع الأبعاد الأمنية». أما بالنسبة للحرس الثوري فقال «ينبغي ألا يورط نفسه في أي تنظيمات أو أنشطة سياسية»، مرددا عبارة مماثلة قالها خامنئي قبل أسبوع. هذا أمر مهم لأن أي تقدم دبلوماسي حقيقي سيكون مستحيلا ما لم يسيطر خامنئي على قوة الحرس الثوري.

سألت روحاني عما كان سيقوله لو أنه التقى الرئيس أوباما، كما أرادت الولايات المتحدة. فقال تصريحا يمتلئ بالتفاؤل، حيث قال «كنا سنتحدث بشأن الفرص والآمال». لكن المؤكد أنه تفادى لقاء أوباما لأنه يعلم الوقت والمدى المحدود، ولا يرغب في ارتكاب خطأ مبكر ومتحمس.

* خدمة «واشنطن بوست»