مرحبا بالمصريين

TT

تمتعنا نحن حجاج بيت الله الحرام من مصر بترحيب خاص من أشقائنا في المملكة العربية السعودية؛ وكانت لفتة طيبة أن نجد في كل مكان لافتات تقول مرحبا بالمصريين؛ خاصة في تلك الظروف الصعبة التي مرت بمصر في الأشهر الماضية! وقد بلغ عدد حجاج بيت الله الحرام هذا العام وفق ما صدر عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات 1980249. وقد شاهدت تنظيما عالي المستوى يضع الأمن العام بالمملكة في المقدمة؛ ويستحقون جنودا وقادة أن نقدم لهم وسام الشكر والاحترام لجهدهم في تنظيم الحشود الهائلة من ضيوف الرحمن، الذين يؤدون المناسك في وقت واحد ويتوجهون إلى المشاعر في نفس الوقت. وكان مشهد رمي الجمرات من المشاهد التي يجب التوقف عندها.. موجات هائلة من الحجاج يمشون في اتجاه واحد ونحو هدف واحد وكل منهم يجد لنفسه مساحة وحيزا دون تلاحم أو تزاحم ومن فوقهم تطوف طائرات ترصد وتبلغ عن أي عارض أو مشكلة وقت حدوثها؛ وبين موجات هذا الطوفان البشري يوجد رجال الأمن يقدمون المساعدات للحجاج المسنين وصغار السن في صمت وسكون يضيف إلى هيبة المشهد. وقد شاهدت فوجا من مسلمي الصين يقفون لا يدرون ماذا يفعلون وتدخل رجل الأمن وعلم أنهم فقدوا مرشدهم وفي لحظات كان هناك من يساعدهم ويتفاهم معهم ويعينهم على إتمام المناسك. ورغم الطوفان البشري الكبير عند رمي الجمرات لم تحدث حادثة واحدة من التزاحم أو التدافع، وعلى الرغم من ذلك علمت بوجود سبعة عشر مركزا طبيا عند الجمرات جاهزة ومجهزة للتعامل حتى مع الحالات الحرجة وليس فقد الحالات الطارئة. وإلى جانب رجال الأمن العام قابلت مجموعة من الشباب متطوعين فقط لمساعدة الحجيج سواء ممثلين عن جمعيات خيرية سعودية أو بشكل منفرد وكانوا يتعاملون معنا بابتسامة رقيقة واستعداد تام لعمل أي شيء لمساعدتنا بكل رضا دون انتظار كلمة شكر أو ثناء وهؤلاء لهم جزاء عظيم عند الله.

مر الحج هذا العام بنجاح باهر وكان كل شيء مدروس ومخطط له وبعناية تستوجب منا الإشادة والشكر للقائمين عليها وعلى رأسهم الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز وكل مسؤولي الحج بالمملكة العربية السعودية. أمر واحد فقط لا بد أن نعمل بمزيد من الجهد لاكتمال الصورة الرائعة لأعظم حدث ديني على وجه الأرض وهو توعية حجاج بيت الله الحرام بأن حفاظهم على نظافة الطرق والأماكن التي يرتادونها هو جزء لا يتجزأ من سلوكهم أثناء الحج؛ أتمنى ألا نرى في العام القادم حاجا يلقي بزجاجات المياه الفارغة وأكياس الطعام في الطريق؛ أتمنى أن يترك الحجاج مكة عائدين إلى بلادهم بالصورة التي دخلوها عند قدومهم؛ أتمنى ألا نضيف نحن حجاج بيت الله الحرام عبء نظافة المكان على القائمين على خدمة الحجيج فعندهم كثير من الأعباء.. كل عام وأنتم بخير.