«أبوظبي».. المهرجانات أنجبت أفلاما!!

TT

لا شك أن هناك انتعاشة سينمائية يعيشها الخليج العربي، نتلمس بعض ومضاتها حاليا في كواليس أجواء مهرجان «أبوظبي» السينمائي الدولي في دورته السابعة، فلقد توالدت المهرجانات الخليجية منذ نحو عقد من الزمان بداية من «دبي» 2004.

ومع كثرة المهرجانات يعتقد الكثيرون أنه لا توجد مشكلات تواجه صناع السينما، وأن البذخ هو سمة عامة لكل من ينتمي إلى تلك المنطقة، بينما على أرض الواقع تستطيع أن ترى المشكلات التي تواجه السينمائي الخليجي مثلما نراها مثلا في مصر وتونس ولبنان، دائما هناك عوائق بسبب نقص التمويل، الكثير من المخرجين عندما ألتقيهم أجد لديهم أفكارا وطموحات تصطدم بحائط صلب وهو السيولة المادية، في الكويت مثلا المخرج خالد الصديق قدم فيلمي «بس يا بحر» و«عرس الزين» ثم لم نر مشروعه الروائي الثالث، رغم أنه بدأ المشوار قبل أربعين عاما وفيلمه الأول حقق نجاحا دوليا كبيرا، المخرج بسام الزوادي لم يتجاوز رصيده على مدى عشرين عاما أربعة أفلام روائية، ورغم ذلك يعدونه الأوفر حظا في البحرين.

ومع كل مهرجان خليجي يتردد نفس السؤال، وعلى طريقة تلك المعضلة التي توارثتها البشرية «البيضة أم الفرخة»، أقصد الفيلم أم المهرجان؟ هل الأجدى أن تتوجه رؤوس الأموال لصناعة أفلام سينمائية أم تتبدد في إقامة مهرجان سينمائي، أليس من الأجدى أن تصنع أفلام أولا وبعد ذلك تقام مهرجانات. تحول هذا السؤال إلى «أكليشيه» ثابت لا يتغير، إلا أننا في السنوات الأخيرة وجدنا أمامنا زاوية رؤية مختلفة ربما تحمل ردا عمليا على السؤال، إنها تلك الأفلام التي تسهم في دعمها مهرجانات «أبوظبي» و«دبي» و«الدوحة»، حيث إنها إما تشارك في الإنتاج مع بداية الفكرة أو تستكمل تنفيذ المشروع، لنجد الواقع يؤكد أن المهرجانات بقدر ما أنجبت مهرجانات أنجبت أيضا أفلاما.

منصة الانطلاق انتعشت مع بداية مهرجان «دبي» 2004، ثم «أبوظبي» 2007 ثم «الدوحة» 2009، وللتوثيق التاريخي كانت مملكة البحرين قبل 16 عاما هي التي بدأت الخطوة الأولى من خلال جمعية سينمائية يرأسها المخرج بسام الزوادي، إلا أنها تعثرت ماديا، بينما يتواصل رغم كل الصعوبات مهرجان «مسقط» السينمائي الذي يعقد مرة كل عامين - ويحسب للجمعية السينمائية التي يرأسها المخرج الدكتور خالد الذدجالي - أنه يحاول أن يترك بصمة خاصة على الساحة الخليجية.

السينما الخليجية تنتعش الآن وتلعب المهرجانات دورا محوريا في تأكيد حضورها، والجمهور يزداد تعلقا وشغفا بتلك الأفلام، وهى بلا شك لعبت دورا محوريا في هذا التواصل وتلك الحميمية والدفء، والتي نراها مع كل محطة سينمائية أشاهدها في أحد بلدان الخليج العربي، حيث تقام دائما مسابقات للفيلم الخليجي على هامش تلك المهرجانات، مثلما نشاهد في «أبوظبي» منذ بداية انطلاقه، كما أن للسينما الخليجية مهرجانا خاصا في «دبي» تعقد دورته السابعة في 9 أبريل (نيسان) المقبل، ومجلس التعاون الخليجي يعقد مهرجانا كل عامين متخصصا في سينما الخليج، أقيم الأول في «الدوحة» والثاني في «الكويت» والثالث تستضيفه «أبوظبي» عام 2015، بينما دولة الكويت تستعد لإقامة أول مهرجان دولي في نهاية أبريل، وتنطلق في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الدورة الأولى لمهرجان أجيال في «الدوحة»، كما أن المملكة العربية السعودية شهدت هذا العام أول وجودا دوليا لها بفيلم «واجدة» الذي يتسابق على جائزة أفضل فيلم أجنبي في مسابقة الأوسكار، ورغم ذلك سيظل هناك سينمائي يحلم، بينما معوقات مادية تواجهه، سواء أكان في مصر أو تونس أو الخليج، الحلم واحد والهم أيضا واحد!!