مسألة الكفاءة

TT

أين يكون كاسي ستينغل حينما نحتاجه؟ في عام 1962، بوصفه مديرا لفريق «نيويورك ميتس» الجديد - الذي فاز 40 مرة وخسر 120 مرة - نظر إلى أعلى وأسفل مقعده في أحد الأيام الكئيبة، وتساءل: «ألا يمكن لأحد هنا أن يلعب هذه اللعبة؟». استمرت تلك العبارة تتردد أمامي مؤخرا، وأنا أشاهد الأداء الفاشل لإدارة أوباما على مستوى السياسة الخارجية والمحلية. في أحد الأيام، هذه الإدارة ستجعل «ميتس 62» يبدو جيدا.

هذه مفاجأة - على الأقل بالنسبة لي. إذا كانت لدى باراك أوباما صورة، فستكون صورة القائد البارد المثقف. بوسع الرجل أن يلقي خطابا ملهبا للمشاعر، لكنه في جوهره مخطط ومثابر. كانت حملتاه الرئاسيتان بمثابة تمارين في الإدارة المصغرة – الرقمية طوال الوقت. كان أوباما المرشح الأفضل، ولديه، حتى الآن، أفضل مؤسسة.

غير أن الرجل تعامل بشكل خاطئ مؤخرا مع كل من السياسة الداخلية والخارجية، إلى حد أنه بات على شفا تغيير صورته. اتضح هذا الفقدان للأهلية جليا بشكل صادم حينما أخفق أوباما في التعامل مع الحرب الأهلية السورية. لم أتفق مع سياسة عدم اتخاذ أي إجراء التي تبناها، لكنها على الأقل كانت سياسة متسقة فكريا. ولكن ما تبعها لم يكن متسقا فكريا وجاء متضاربا على نحو مثير للشفقة: «خط أحمر» خرج من اللامكان، ثم اختفى بشكل غامض، وتهديد بشن هجوم صاروخي، ثم التراجع عنه. كانت سياسة على درجة بالغة من التذبذب، بحيث لو كان أوباما يقود فسيجبر على إجراء اختبار الكحول.

أثار الجدال المتعلق بالموقع الإلكتروني الخاص بقانون الرعاية بأسعار معقولة تساؤلات مماثلة عن الثقة. وكان من المفترض أن يكون هذا أكبر إنجاز لأوباما. يمتلك الرئيس إنجازات أخرى - لم تكن النجاة من الكساد العظيم إنجازا هزيلا - لكن استعادة الوضع الراهن لا تجعل وجهك يتطلع إلى جبل راشمور. إنها تتطلب إنجازا وبرنامجا - شيئا جديا ورائعا. كان من المفترض أن يكون قانون الرعاية بأسعار معقولة على هذا النحو.

حدث خطأ ما. لم يتسنَ للناس تسجيل دخولهم. لماذا؟ ليس ثمة سبب محدد. من المخطئ؟ لا أحد على ما يبدو. إنه قضاء وقدر، أمر لم يكن من الممكن التنبؤ به. أي رئيس آخر ربما كان ليجد شخصا ما في البيت الأبيض يطالب يوميا - بل مرتين يوميا - بالتحقق من أن البرنامج سيجدي نفعا. لكن كلا، إنها صدمة للجميع.

هنا، ينبغي أن أشير إلى واقعة سخط العديد من قادة العالم لأنه جرى التنصت على محادثاتهم الهاتفية من قبل وكالة الأمن القومي. هذا ليس عمل أوباما، لأن البرنامج سبق فترة توليه منصبه. لكن مستوى موجة الغضب يشير إلى أنه في ألمانيا وفرنسا والبرازيل والعديد من دول العالم الأخرى تغيرت مكانة أوباما عما كانت عليه في السابق. فلم يعد يولى له أو لأميركا الاحترام، كما كان الحال من قبل، وبدا برنامج التجسس أخرق وسخيفا، بدلا من اعتباره أمرا ضروريا.

* خدمة «واشنطن بوست»