النجم الأميركي الهوليوودي الشهير جورج كلوني، معروف، بالإضافة لوسامته وعذوبته وميوله السياسية، بخفة ظله في تعليقاته.
شاهدت له هذه الأيام فيلما رائعا مع الممثلة المبدعة التي تمثل على طريقة السهل الممتنع، ساندرا بولوك. الفيلم بعنوان «غرافيتي»، مبهر بصوره عن الفضاء والأرض عن بعد، وهو يتحدث عن رحلة طاقم فضائي لإصلاح عطل في المحطة الفضائية، وكان كلوني قائد الرحلة، وساندرا العالمة المهندسة، لكن تحصل حادثة خطيرة أثناء دورانهما ببزتيهما الفضائيتين خارج المحطة، إذ تقصف روسيا قمر تجسس لها لخروجه من الخدمة مما يترتب عليه سلسلة انفجارات للأقمار الصناعية، فتنتشر الشظايا القاتلة على حزام مدار المحطات السابحة حول الأرض، بسرعة مرعبة، مما يهدد سلامة المهمة وطاقمها. يعلق «الممثل» كلوني في الفيلم على هذا الأمر بشماتة: «يبدو أن مستخدمي (فيس بوك) في أميركا سيعانون».
أحداث الفيلم تستمر، لذا تحسن مشاهدتها، الحديث هنا ليس عن الفيلم، بل عن تعليق على الأرض قاله هذه الأيام «الإنسان» الحقيقي جورج كلوني. فأخيرا أعرب نجم هوليوود الشهير عن عدم تفهمه لاستخدام المشاهير لموقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وقال كلوني في مقابلة مع مجلة «إسكواير» الأميركية، في عددها الصادر بديسمبر (كانون الأول) المقبل: «لا أتفهم سبب استخدام أشخاص مشهورين لـ(تويتر). لماذا بالله عليكم تستخدمون (تويتر)؟».
كلوني استشهد لصحة كلامه بأن هناك مشاهير يكتبون أشياء على «تويتر» ويندمون عليها بعد ذلك. وغالبا بسبب أن ما يكتبه هؤلاء المشاهير يأتي في حماسة ثملهم الليلي، ليأتي الصباح وقد غرد عصفور «تويتر» بالسر الليلي في نواحي الأرض.
كلوني ليس وحده المغتاظ من «تويتر»، فهناك نجم من نجوم السياسة الثورية في العالم. فهذا نيكولاس مادورو، خليفة الثائر اللاتيني هوغو شافيز في فنزويلا، يعلن حربا مقدسة بـ«لاهوت تحريري» على موقع «تويتر».
موقع «هافنغتون بوست» الإسباني نقل عن الرئيس الفنزويلي قوله إنه سيعرض مسألة مكافحة «تويتر» على: «اتحاد دول جنوب أميركا، والسوق المشتركة لدول جنوب أميركا وعلى التحالف البوليفاري».
لا نعلم هل سيحالف التوفيق الثائر البوليفاري مادورو، وهل سيصغي أصدقاء كلوني لنصائحه لكبح جموحهم الليلي؟
الأكيد أن هوس «تويتر» لم يقتصر على مشاهير هوليوود وثوار أميركا اللاتينية، فقد سقى كثيرا من عجائزنا وشيوخنا من نبيذه حتى عزبت عنهم الهموم وباحوا بالسر المكتوم.
الشهرة خمرة جياشة.. لذا فكلهم يمشي رويدا.. كلهم يطلب صيدا.