هكذا تكلم وليد السناني

TT

حسنا فعلت وزارة الداخلية السعودية بمنح الصحافي السعودي داود الشريان، عبر قناة «العربية»، فرصة اللقاء مع محبوسي «القاعدة» والقضايا الشبيهة في السجون السعودية.

كان اللقاء مع السجين (وليد السناني) هو الأهم بين 3 لقاءات بثتها «العربية» الأيام الماضية.

وليد السناني أو (أبو سبيع) أمضى أكثر من 18 عاما في الحبس، يعرفه فقط من كان قبل عشرين عاما، مهتما بمجال العلوم الدينية والوعظ العقائدي، وكل من عرف وليد، وأنا منهم، لا ينساه، فهو شخص حلو المعشر، مضياف، يغرف من نبع لا ينضب من قصص التاريخ المحلي والشعر الشعبي. إضافة لتميزه ببعض العادات الخاصة به ومنها أنه كان يعد القهوة لضيوفه في مجلسه بنفسه خلف موقد النار (الوجار) ويحمص حبات البن، مع الكثير من «السواليف» الممتعة.

هذا هو الجانب الممتع في شخصية وليد، والجانب القلق هو شراسته في تكفير الدولة السعودية ووصفها بالطاغوتية، ليس بسبب الظلم أو أي طلبات اقتصادية وسياسية، كما يحاول بعض المتحذلقين تصوير الرجل، بل لسبب غاية في الوضوح والمباشرة: الكفر لأنهم لا يحكمون بما أنزل الله، حسب تصوره لهذا الحكم، ويفرع عن هذا تحريم العسكرية، وكان قد اشتهر حينها، بالتركيز على تحريم «التحية العسكرية» على اعتبار أنها تحية طاغوتية كفرية. حينما رأيته في البرنامج، لم يتغير علي، نفس أفكاره، زاد عليها الدعوة للجهاد والهجرة من السعودية لأنها دار كفر، لذلك لا معنى لكلام بعض من لا يعرف بأن مدة السجن هي التي أثرت عليه.

الرجل يعبر عن أفكار ثورية انقلابية، بحجة دينية، هي نفس أفكاره القديمة، وهو فخور بها «يجاهد» من أجلها، وهي الأفكار التي يستند إليها خطاب تنظيمات «القاعدة»، في استباحة التفجير والقتل والاغتيال، وهو نفسه في اللقاء دافع عن تفجير مجمع المحيا بالرياض بحجة فتوى «التترس».

بعيدا عن التزلف للشارع ولـ«موضة» حرية الرأي الطارئة على أناس يكفرون ويفسقون على أدنى درجات السلوك الشخصي..! بعيدا عن هذا التزلف فالحق أن هذه الآراء تعتبر خطيرة ومحفزة على القتل والدموية الإرهابية. ولا يقال هذه حرية رأي وتعبير، لو كان الأمر هكذا، لقلنا لمن ينظّر لقتل الأطفال – مثلا - دون أن يمارسه هو فعلا، بأنه مباح له القول والتنظير ولا يجوز تجريمه بحجة حرية الرأي!

من المهم كشف الكثير من الأوراق «الواضحة»؛ فترك الأمور غامضة، يتيح لصيادي السياسة، ومحدثي «الحقوقية» الكثير من التشويش والتهويش.

قل كلمتك وامض.. زد سعة الأرض.