«الخواجة» المجاهد في الشام!

TT

«أخطر إرهابيي العالم يتجمعون اليوم في سوريا». جملة كاشفة قالها رئيس الجمهورية الإيرانية، الشيخ حسن روحاني، أثناء استقباله أخيرا لرئيس الوزراء السوري وائل الحلقي. مثلها كلمات وتعليقات غربية موغلة في القلق من ضرر «المجاهدين» النافرين من أوروبا لـ«نصرة» المسلمين في «بلاد الشام».

المجلة السياسية الأميركية الشهيرة «فورين بوليسي» نشرت تحقيقا عن هذا الأمر بعنوان: «مجاهدون بعيون زرق في سوريا».

«دير شبيغل» الألمانية تحدثت عن قلق المسؤولين الألمان من عدد «المجاهدين» الألمان في سوريا، ومصيرهم ونشاطهم بعد العودة إلى الديار. ومثلها «الغارديان» البريطانية.. وغير ذلك كما في مجلة «المجلة».

«بي بي سي» البريطانية أشارت إلى جلسة استماع مجلس العموم البريطاني أخيرا حول هذا الأمر، وخرجت بخلاصة مفادها أن هجمات إرهابية ستقع في بريطانيا وكل أوروبا على يد هؤلاء العائدين من سوريا، فذلك «أمر حتمي». جاء ذلك حسب شهادة الباحث النرويجي توماس هيغهامر من المؤسسة النرويجية لأبحاث الدفاع، وهو أحد خبراء الجماعات الإسلامية، «السنية» تحديدا، وله مؤلفات تستحق القراءة في هذا المجال ترجمت للعربية.

هيغهامر قال في هذه الجلسة إن ما لا يقل عن 1200 متطوع خرجوا من مختلف البلدان الأوروبية ليلتحقوا بالجماعات المتطرفة في سوريا.

ليست أوروبا وحدها القلقة من خطر الإرهاب الدولي في سوريا، وإن كانت الأكثر ذعرا مع أميركا، فحتى دول المنطقة قلقة، إيران - أخيرا! - والسعودية وتركيا ومصر.

الإرهاب مرض أعمى لا يفرق بين مجتمع وآخر. الإرهاب ضرب أكثر ما ضرب في المنطقة السعودية ومصر واليمن، والآن بدأ يتحرش بإيران بعد فترة عفاف.

حتى مرور سنة على بداية مجزرة الأسد بالسوريين، لم يكن للنشاط «القاعدي» ومشتقاته قيمة في سوريا، كانت اللغة ثورية وطنية، وكان المقاتلون هم الجيش الحر، لم يكن ثمة ««داعش».. و«ما داعش». بعد دخولنا العام الثالث وتجاوز القتلى مائة ألف وملايين المشردين والمفقودين، صارت سوريا مغناطيسا جاذبا لكل جهاديي العالم، بكل ألوان العيون الزرق والحمر والسود!

إيران، أميركا، الاتحاد الأوروبي، الجامعة العربية، وأنصار النظام الأسدي من العرب، مثل الجزائر، كانوا سببا في إنهاك الجسد السوري وتهشيم مناعته تهيئة لغزو المرض «القاعدي».

كتائب نصر الله من لبنان، و«عصائب أهل الحق» من العراق، كانت خير محفز لإرهابيي «داعش» و«النصرة» للتكاثر. ولكن القوم (الغرب والعرب) لا يعقلون، كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون. يدلقون الوقود، ويجمعون الحطب اليابس، ويقدحون الشعلة، ثم يقلقون ويستغربون ويتساءلون ويفكرون عن مستقبلهم مع الإرهابيين! أنتم دعوتموهم للوليمة، فنظفوا المائدة.