الفرعون الذهبي يضيء في سماء القاهرة

TT

احتفلت الجامعة الأميركية للنشر بالقاهرة هذا الأسبوع بصدور كتابي «اكتشاف توت عنخ أمون». وأقامت لذلك حفلا على ضفاف النيل بفندق «سوفياتل الجزيرة» وكان من الممكن أن ينتهي الحفل مثل كل الاحتفالات المشابهة؛ ولكن ولأن مصر تمر الآن بمرحلة حاسمة ستحدد مستقبلها؛ ولأن المصريين متعطشون لعودة بلدهم قبلة ثقافية في قلب العالم العربي والغربي! فكانت المفاجأة الأولى هي حضور معظم سفراء الدول الأجنبية بالإضافة إلى شخصيات مصرية معروفة في عالم الثقافة والفن والسياسة ومنهم وزراء سابقون وآخرون لا يزالون في مناصبهم

وكان أمرا رائعا أن ترى وزير السياحة الرجل النشيط هشام زعزوع يقف ليتحدث إلى الحضور بكلمات صادقة يدعو الجميع إلى التكاتف لإنقاذ صناعة السياحة في مصر؛ وأشاد بما حدث في المدن الأوروبية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما تم الترويج لكتابي الجديد والمحاضرات العامة التي ألقيتها في نومبرج وجنيف ولندن ووارسو وغيرها من مدن أوروبا

وتحدث كريستوفر شولز، مدير شركة «سيميل للمعارض الدولية والاحتفالات الموسيقية»؛ ووجه حديثة إلى الحضور مناشدا سفراء الدول بنقل الانطباعات الجيدة عن مصر إلى بلادهم والتركيز على كل ما هو إيجابي في هذا البلد الذي ولدت فيه الحضارة الإنسانية. وكذلك ناشد الصحافيون والكتاب بالتفكير ألف مرة قبل الاستغراق في الكتابة عن هموم السياسة ومشكلات الإرهاب وأن ينقلوا الأمل إلى الناس بعد ثلاث سنوات من المعاناة والخوف من المستقبل. وكان من أجمل المفاجآت هو حضور الفنان سمير صبري، الذي ألقى كلمة مؤثرة عن مصر وحضارتها وما كان من نور أضاء للبشرية طريقها نحو التقدم والحضارة؛ والأمل في أن تعود مصر مرة أخرى قوية عظيمة.. وذلك بلغة إنجليزية أبهرت الحضور وكان التأثر واضحا على وجوه الأجانب الذي فاجأهم الفنان سمير الإسكندراني بأغنية رائعة عن نهر النيل بالإنجليزية؛ كانت هي بالفعل مسك الختام أما عن الكتاب فكانت التعليقات كلها تدور حول الفرعون الذهبي توت عنخ أمون وأسرار اكتشاف مقبرته وموميائه وانبهر الجميع برؤية صورة حسين عبد الرسول.. هذا الصبي الذي كان مكلفا بسقاية العمال وقام بالكشف عن مدخل المقبرة لقد أضاء ذهب الملك توت عنخ أمون سماء القاهرة في تلك الليلة وعاشت مدينة الألف مئذنة واحدة من لياليها الثقافية.. كل سنة وأنتم طيبون.