إتحاف الأحباب بعجائب النواب!

TT

بعيدا عن أخبار «داعش»، و«جنيف 2»، ومفاوضات النووي الإيراني، والتصويت على الدستور المصري، وانتخاب السيسي رئيسا لمصر، ومحاكمة مرسي، ومعركة الأنبار، وسقوط إردوغان.. إليكم الخبر العيان في عجائب النواب وفصل البيان.

الخبر يقول إن نائبا في البرلمان الكويتي كان قبل أيام يتحدث خلال مداخلة بمجلس الأمة معترضا على ندوة مقرر لها أن تعقد في الكويت بتاريخ 26 يناير (كانون الثاني) الحالي تتحدث عن جلال الدين الرومي مخصصة للنساء.

وقال في مداخلته: لقد تحدثت مع وزير الإعلام بضرورة منع هذه المهرجانات التي تعلم الرقص وتقتل الحياء، كما تحدثت مع وزير الأوقاف بهذا الخصوص، وطالبت وزير الداخلية بمنع دخول هؤلاء. واعترض النائب على تضمن الدعوة وصفا للرومي بـ«مولانا»، على اعتبار أن الله تعالى هو مولانا وليس جلال الدين الرومي.

كل حرف نطق به النائب الهمام، يزيح الهم عن الثكالى.

أولا، جلال الدين الرومي متوفى (671هـ - 1273م). وهو من رموز التصوف وفلسفته وطرقه، ومن أيقونات اللغة الفارسية، مثل العطار الخيام والشيرازيين. وهو ليس رمزا للفسق والشهوات المادية، بل رمز لعكسها.

ثانيا - وهو المهم - الرجل ليس على قيد الحياة الآن.

البعض تذكر، بمناسبة هذه المعركة مع الأموات، أن نائبا كويتيا، أيضا، سابقا كانت له قبل سنوات قليلة إبداعات أخرى من هذا النوع، حيث طالب وزيري الإعلام والداخلية بمنع الشاعر العراقي معروف الرصافي (توفي 1945م) من دخول الكويت، واستغرب كيف يسمح وزير الإعلام بدخول كتب «الأخت» أمل دنقل!

بعد هذا كله نسأل لماذا صرنا على هذا الحال بين الأمم؟!

في كل حال دعونا نتذكر سلف هؤلاء العباقرة، للتسلية.

بمناسبة مولانا جلال الدين الرومي، يذكر ابن الجوزي في كتابه عن «الحمقى والمغفلين» نقلا عن الشاعر العباسي الشهير ابن الرومي قال: «‏خرج رجل إلى قرية فأضافه خطيبها، فأقام عنده أياما، فقال له الخطيب‏:‏ أنا منذ مدة أصلي بهؤلاء القوم وقد أشكل عليّ في القرآن بعض مواضع. قال‏:‏ سلني عنها. قال‏:‏ منها في ‏سورة (الفاتحة)‏: إياك نعبد وإياك: إيش؟ تسعين أو سبعين؟ أشكلت عليّ هذه، فأنا أقولها تسعين احتياطا».

وعلى ذكر الطوائف والشخصيات، يذكر ابن الجوزي نقلا عن ثمامة بن أشرس قال‏: «شهدت رجلا وقد قدم خصما له إلى بعض الولاة فقال‏:‏ أصلحك الله، أنا رافضي ناصبي وخصمي جهمي مشبّه مجسم قدري يشتم الحجاج بن الزبير الذي هدم الكعبة على علي بن أبي سفيان ويلعن معاوية بن أبي طالب. فقال له الوالي‏:‏ ما أدري مم أتعجب.. من علمك بالأنساب أم من معرفتك الألقاب؟! قال‏:‏ أصلحك الله، ما خرجت من الكتّاب حتى تعلمت هذا كله‏».

هان العلم علينا.. فهُنّا على العالم!