فك الشفرة الجينية سعوديا

TT

الصحة هي هم الناس في كل مكان، وهي القضية الأولى تقريبا في كل المجتمعات. والشفرة التي نتحدث عنها هنا تخص الرعاية الصحية، ولا نعني بها الجينات الصعبة الأخرى، اجتماعية أو ثقافية. هناك مشروع حكومي يفترض «نظريا» أن يكون واحدا من أهم المشاريع تأثيرا على مستقبل ملايين الناس. الجينوم هدفه أن يوفر بيانات وراثية لسكان البلاد الـ24 مليون نسمة وللملايين المولودين مستقبلا. مشروع طموح، ومن المبكر أن نحكم عليه. مشروع الرعاية الصحية يقوم على جمع بيانات كل السكان «للاستفادة منها في الرعاية الصحية، وفي المجال الطبي والتشخيصي لكثير من الأمراض مثل أمراض القلب والسكري والسرطان»، كما تقول مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. معرفة تسلسل الحمض النووي عند الإنسان لأغراض طبية أهم لبلدنا من مشاريع التسليح النووي ومن كل المشاريع الإسمنتية الضخمة التي ننفق عليها معظم مداخيلنا.

مشروع الجينوم الذي نتحدث عنه هدفه تمكين المؤسسات الطبية من التعرف عن قرب على أمراض المجتمع وبناء برنامج رعاية يساعد على رسم خريطة الأمراض الوراثية، للاستفادة منها في استباق أمراض منتشرة مثل السرطان والقلب والسكري التي تمثل تحديات معاصرة ومستقبلية للمجتمع. أهميتها «تقوم بتطوير الاختبارات التشخيصية لتصبح سريعة ودقيقة وذات تكلفة أقل، كمعرفة ما إذا كان لدى الإنسان استعداد وراثي للإصابة بمرض السكري فيتم التدخل مبكرا باستخدام حماية خاصة كإجراء وقائي»، كما شرحه تقرير «الشرق الأوسط».

وفي هذا السياق نتساءل إن كانت المؤسسات الطبية، مثل وزارة الصحة والمؤسسات الطبية ذات الإمكانات البحثية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم وكليات الطب الجامعية، كلها مشاركة أو مرتبطة ببرنامج «الجينوم» الذي يفترض أن يبني في نهاية المطاف بيانات لأكثر من 20 مليون إنسان، ويمكن المجتمع من الانخراط في الرعاية الوقائية.

تطوير المجال الطبي في بلد كالسعودية وغيرها، مسألة حيوية ويفترض أن تكون على رأس أولويات الدولة. وحاليا لا يشكل عدد السعوديين في النظام الطبي العام والخاص بنحو 10 في المائة فقط، مع أنها مهنة واسعة ونبيلة ومحترمة في المجتمع، وتكاد تكون الأكثر نموا. ومن يعمل فيها عادة يرفع من مستوى محيطه العائلي والاجتماعي صحيا.

[email protected]