نوم المراهقين والحضور إلى المدرسة

TT

ضمن عدد يناير (كانون الثاني) من مجلة نمو وسلوك الأطفال Journal of Developmental & Behavioral Pediatrics، عرض الباحثون من مركز برادلي هاسبرو لأبحاث طب الأطفال في بروفيدنس بولاية رود آيلاند الأميركية نتائج دراستهم حول مستوى يقظة الأطفال حال وجودهم بالمدرسة، وتأثيرات عدد ساعات نومهم وموعد بدء اليوم الدراسي على تحصيلهم العلمي. وتابع الباحثون تأثيرات خطوة تأخير قرع جرس بدء اليوم الدراسي نصف ساعة، على المراهقين ومساعدتهم في التغلب على مشكلة الحرمان من النوم. ولاحظوا في نتائج دراستهم أن تأخير بدء اليوم الدراسي نصف ساعة في فصل الشتاء، يبدو وسيلة لتحسين نومهم وتقليل نعاسهم خلال ساعات النهار ورفع مستوى يقظتهم في حجرة الدراسة.

وتحديدا وجد الباحثون أنه زاد بالعموم عدد دقائق نومهم بالليل نصف ساعة، وارتفعت نسبة المراهقين الذين يُكملون نوم ثماني ساعات أو أكثر من 18 في المائة إلى 44 في المائة. وأن أكثر من استفاد من هذا التأخير هم المراهقون الأصغر سنا. وأضاف الباحثون أنهم وجدوا هذا التأخير في بدء اليوم الدراسي قد أدى إلى خفض مستوى النعاس خلال ساعات النهار وخفض مستوى تدني المزاج لديهم وتقليل حاجتهم إلى تناول الكافيين. وفي نفس الوقت لم يلحظ الباحثون تأثيرا لذلك التأخير على عدد الساعات التي يقضيها المراهق في إنهاء الفروض المدرسية أو ممارسة الرياضة أو أي أنشطة غير مدرسية أخرى. وأضاف الباحثون أنه عندما تمت إعادة الوقت المبكر لبدء اليوم الدراسي في فصل الربيع، عاد الطلاب إلى وتيرة نومهم السابق.

وقالت جولي بيورغرز، الباحثة الرئيسة في الدراسة، «إن الحرمان من النوم الكافي مشكلة (وبائية) بين المراهقين، ولها تبعات مهمة على الصحة البدنية والنفسية والسلامة والتحصيل العلمي، وأننا إذا جدولنا بدء الدراسة مع احتياجات النوم والساعة البيولوجية سيكون لدينا مراهقون أكثر يقظة وأكبر سعادة وأكثر استعدادا للتعلم وأقل اعتمادا على الكافيين ومشروبات الطاقة للحفاظ على مستوى اليقظة في حجرة الدراسة».

وكانت مجلة صحة المراهقين Journal of Adolescent Health قد نشرت في عدد 10 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي نتائج دراسة الباحثين من جامعة كاليفورنيا حول تأثير تأخير نومهم على تدني مستوى معدلاتهم التراكمية لنتائجهم المدرسية GPA scores وارتفاع مشكلاتهم العاطفية. وشملت الدراسة نحو 3000 طالب مراهق، تراوحت أعمارهم ما بين 13 و18 سنة. ووجد الباحثون أن 30 في المائة منهم يذهبون للنوم بعد الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا خلال أيام الدراسة، وبعد الواحدة والنصف فجرا خلال أيام الصيف، وأن هؤلاء المراهقين الذين يتأخرون في نومهم خلال أيام الدراسة يحصلون على مستوى أقل في معدلاتهم التراكمية لنتائج تحصيلهم الدراسي. أما في فترة الصيف، فإن تأخير نومهم لم يُؤثر على معدلاتهم التراكمية، ولكنه كان ذا تأثير على راحتهم النفسية ومستوى مشكلاتهم العاطفية.

وتذكر النصيحة الطبية أن المراهقين بحاجة إلى نوم ثماني ساعات ونصف على أقل تقدير.

* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

[email protected]