لنحترم الإنسانة

TT

مثل السلام، هذا المفهوم اللغوي الذي وردت الإشارة إله في الكثر من اللغات والثقافات، تطلعا لا مكن بلوغه بسهولة. وللأسف، فإننا نشهد الوم مختلف الاعتداءات عل حرمة السلام في الكثر من مناطق العالم المختلفة. فتعالوا معنا إذن لنحترم الإنسانة.

لقد اکتشف المفكرون المسلمون المشكلة الأساسة للبشرة، والأسباب الرئسة للإخفاقات والحروب ومظاهر الدمار، ولم مروا بها مرور الكرام فحسب، بل إن الهاجس الرئس لهم ربما کان تقدم طرق للبشرة لتحقق «السلام» والاستقرار الحققي.

وأنا أر أن السبب الرئس للاضطرابات والإخفاقات في عالم الوم كمن في داخل البشر، وما لم تتهذب صفات إشعال النران المترسخة في داخل البشر التي قد تتأجج لأتفه الأسباب، عبر التربة، فإنهم لن حققوا أبدا السلام الثابت والمستدام.

ولذلك، فإنني لا أبالغ أبدا عندما أقول إن کل المشاکل التي نغصت الحاة الجماعة للبشرة، ناجمة في الأساس من الفراغ الأخلاقي.

ومن خلال نظرة سطحة إل کل الحروب الكبرة والمدمرة، فإن بإمكاننا إثبات الادعاء السابق. إن الحروب العالمة وکذلك ما سم الحروب الدنة والقومة التي قد تبرَّر تحت غطاء الدفاع عن المفاهم المنطقة في الظاهر تمتد جذورها في الغالب في الأمراض الموجودة بداخل الفرد، أو الأفراد، وتم تبررها من أجل إقناع الناس بها.

وعتبر ابن خلدون الحرب المظهر الأول والطبعي للإثارة والغضب بهدف الانتقام والتلافي، وأنها تنجم عن القاعدة القدمة «القوة حق».

وقد کانت هذه القاعدة تعبر عن نفسها قبل تأسس المؤسسة القضائة، عل شكل حرب خاصة بن الأفراد وبعد ذلك عل شکل الحروب القبلة. وبعد أن اتسع مفهوم العلاقات الدولة تدرجا وأطلق عل العلاقات بن الحكومات، اعتبرت الحرب بدورها علاقة بن حكومتن وکانت تعد لفترة طولة جانبا ضرورا من العلاقات الدولة.

وزدحم التارخ بالحروب والعلاقات العدائة؛ ذلك لأن قاعدة «القوة حق» ما تزال تمثل الأسلوب لحل المشاکل والفصل في الدعاو بنها.

وقد شرح هوغو غروسوس في مقدمة کتابه الشهر «حقوق الحرب والسلام» کف أن الشعوب تتوسل بالسلاح لأسباب واهة، أو من دون أسباب ولا تولي أي احترام للحقوق الإلهة.

وهو وصي الناس بأن عتبروا حكوماتهم ملزمة بالعدالة والحقوق الطبعة وقدموا هذه الحقوق باعتبارها نداء العقل السلم والتي تثبت أن عملا ما قد منع من قبل الله وخالق الطبعة.

لقد کان هاجس المفكرن الإسلامن هو معرفة وجود الإنسان ومكانته في النظام التكوني باعتبارها مقدمة لتربته. وکان السؤالان المحوران في الفلسفة الإسلامة: کف هو العالم؟ وکف جب أن كون الإنسان؟

وقد اعتبر الفلاسفة المسلمون الرؤة الكونة مقدمة للتربة الإنسانة. وعل الرغم من اضطرارنا إلى الاعتراف بهذه الحققة المرة، وهي أن الدوافع الدنة کانت في الكثر من العهود التارخة وسلة لإشعال الحروب بن أتباع الأدان، فإن من الإنصاف أن نذکر أن في تعالم الأدان السماوة أسسا ومبادئ رائعة تثبت أن هاجس الأدان کان بشكل رئس هو العمل عل إجاد الاستقرار وإزالة العداوات والأزمات الاجتماعة.

ونحن نجد في القرآن الكرم مبادئ وتطلعات أخلاقة؛ مثل العفو والصفح والمغفرة والرحمة والأخوة والسلام، حث دعي المؤمنون إل تحققها. کما جاءت في القرآن أسماء لله وعل المؤمنن أن وائموا بن أخلاقهم وسلوکهم وأسماء الله، وأن حملوا صفات کصفات الله:

«وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم» (سورة النور، الآة 22). «وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم» (سورة التغابن، الآة 14).

والأجمل بن کل تلك الأسماء التي ذکرتها، «السلام» الذي عتبر شعار المسلمن، کما أنه من أسماء الله «هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون» (سوره الحشر، الآية 23). کما أن صفتي «الرحمن» و«الرحم» من بن صفات الله التي أُمِر المؤمنون بترددها وما.

وباختصار، فإن تعالم الأدان السماوة أوصت البشرة بحب السلام؛ ولكننا، وللأسف الشدد، لا مكن أن ننكر أن المؤسسات الدنة تحولت إل أداة بد السلطون فاستدرجوا الناس للحروب تحت لواء الدن.

وقد أُلزِم المسلمون، بموجب بعض الآات في القرآن الكرم، أن عتبروا کل من لقي السلام علهم أخا، علما بأن «السلام» عني الطمأننة والصلح والمحبة.

وبناء عل ذلك، نستنتج أن السلام؛ هذا المفهوم اللغوي الذي أشر إله في الكثر من اللغات والثقافات، هو تطلع ومثال لا مكن الوصول إله بسهولة.

والوم، نحن نشهد للأسف الأشكال المختلفة من الاعتداءات عل حرمة السلام في الكثر من مناطق العالم المختلفة: من خلال التدخلات العسكرة والمذابح وسفك الدماء، أو قتل الرجال والنساء والأطفال في الكنائس والمساجد، بل وحت في المستشفات، وعبر تهدد الأطفال وحرمانهم من الالتحاق بالمدارس، ومنع وصول المساعدات الطبة والإنسانة إل المحتاجن، وبواسطة ما سم التطهر العرقي، ومن خلال الدعوة إل إحراق الكتب السماوة المقدسة، والإعلام العنصري البحت والأعمال الوحشة المتطرفة وما إل ذلك.

* أستاذ في كلية الحقوق في جامعة الشهيد بهشتي ــ ورئيس قسم الدراسات الإسلامية في المجمع العلمي الإيراني للعلوم