سماعة الطبيب ونظافتها

TT

سماعة الطبيب Stethoscopes أحد الأجهزة المحمولة من قبل الطبيب خلال عمله بالمستشفى. والسماعة بالأصل جهاز طبي يمكن الطبيب من سماع الأصوات الداخلية في القلب أو الرئتين أو البطن أو الشرايين خلال قياس ضغط الدم. وهي مكونة من ثلاثة أجزاء رئيسة، أولها قمع ذو وجهين، أحدهما مغلف بغشاء بلاستيكي والآخر غير مغلف، وثانيهما قطعة لأنبوب معدني يصل إلى كل من فتحتي أذن الطبيب، ويصل ما بين القمع وقطعة الأذنين أنبوب توصيل بلاستيكي أو مطاطي.

وقد أصبحت السماعة جهازا لا غنى للطبيب أو الممرض عن استخدامه لخطوات مهمة في عملية فحص المريض، والطبيب إما أن يحملها بيده أو يضعها في «جيب البالطو» أو يعلقها حول عنقه. واستخدامها أغنى عن وضع الطبيب أذنه على صدر المريض أو بطنه لسماع الأصوات الداخلية فيهما، وهي ما كانت عادة الأطباء قبل بدايات القرن التاسع عشر.

ورغم الحاجة إلى السماعة، هناك اليوم اهتمام طبي متزايد بمدى سلامة استخدام الأطباء والممرضين لها في فحص المرضى. والإشكالية في السماعة أن الطبيب يتنقل بها، ويضعها على جلد صدر المريض أو بطنه، ثم ينتقل إلى مريض آخر، ويستخدمها بنفس الكيفية، وهكذا دواليك طوال اليوم. ومعلوم أن على جلد المريض، أو على جلد أي إنسان سليم، توجد أعداد وأنواع كثيرة ومختلفة من الميكروبات. والسؤال: هل يقوم الطبيب بتنظيف السماعة بشكل كاف كي لا يتسبب في نقل الجراثيم من جلد مريض إلى جلد مريض آخر، أو نقل الجراثيم إلى نفسه ومن يصافحهم أو يلمسهم خلال فحصه للمرضى؟

الموضوع قديم وجديد، ولطالما لاحظ كثير من الأطباء خطأ سلوك استخدام السماعة بهذه الصفة في فحص المرضى دونما تنظيفها بشكل كاف بين فحص كل مريض وآخر. إضافة إلى جزء الأذنين، واحتمالات تلوثهما بالميكروبات مع تناوب الممرضين أو الأطباء في استخدام السماعة نفسها لفحص المرضى، كما أن هناك تلوث جزء القمع المغلف أو المغلف بالميكروبات الذي يلامس مباشرة جلد المرضى. وتحديدا، تلوثه بالميكروبات الجلدية المقاومة لأنواع مهمة من المضادات الحيوية MRSA.

الباحثون من مستشفيات جامعة جنيف بسويسرا نشروا ضمن عدد 27 فبراير (شباط) من «مجلة تطورات مايو كلينك» Mayo Clinic Proceedings، دراستهم حول هذا الأمر. وأشرف على الدراسة الدكتور ديدير بيتيت مدير برنامج مكافحة العدوى بالمستشفيات الجامعية ورئيس المركز التعاوني لمنظمة الصحة العالمية حول «سلامة المرضى بالمستشفيات». ووجد الباحثون أن جزء القمع هو بيئة خصبة لنمو وتراكم والتصاق الميكروبات، وأن الأنبوب البلاستيكي هو الآخر بيئة خصبة لوجود تلك الميكروبات، وأن تراكم البكتيريا في سماعة الطبيب يجعله أكثر حملا للميكروبات في أطراف أصابع يديه، وبالتالي سهولة انتقالها من مريض إلى آخر. وعلق بالقول: «التطبيق المهم لهذه النتائج أن استخدام السماعة، سواء من الطبيب أو الممرض أو غيرهما في المستشفيات، يتطلب تنظيف السماعة بعيد كل استخدام». وأضاف أن دور الأطباء في نشر الميكروبات بين المرضى أصبح محل اهتمام وتدقيق طبي بسبب المخاوف من توسع انتشار الأنواع المقاومة للمضادات الحيوية antibiotic - resistant من أنواع البكتيريا الشرسة أو الفائقة superbugs.

* استشاري باطنية وقلب

مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

[email protected]