يجد المرء المسلم في كتيب «أنيس المسافر» بُغيته في الاستئناس طوال رحلة السفر سواء اكانت الرحلة طويلة ام قصيرة، لانه تضمن بعض آداب المسافر وأدعية السفر. فقد اختار هذه الأدعية التي صدرت في هذا الكتيب الشيخ الدكتور احمد علي الإمام مستشار الرئيس السوداني لشؤون التأصيل والدراسات الاستراتيجية ورئيس المجمع الفقهي في السودان، حيث اشتمل هذا الكتيب الانيس على مختارات الادعية من الكتاب والسنة للاستعانة بها من وعثاء السفر ومشقته مصداقا لقوله تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب».
وجميل من ادارة شركة الخطوط الجوية السودانية ان تصدر كتيب «أنيس المسافر» ليكون بمثابة تذكرة للقلوب ورسالة لايناس المسافر بذكر الله من الدعاء والصلاة والصيام في السفر، مع ما ألحق بهذه الرسالة من الاذكار والادعية المباركة التي جاءت في الكتاب والسنة. وعندما اهداني الدكتور الفاتح محمد علي مدير عام الخطوط الجوية السودانية هذا الكتيب، اكد لي انهم حرصوا على مؤانسة المسافر خلال رحلة سفره بهذا الكتيب، كما حرصوا ايضا على وضع صورة والسيرة الذاتية للكابتن شيخ الدين محمد عبد الله باعتباره اول من استن هذه السنة الحميدة بافتتاحه لاي سفرية بدعاء السفر ولمداومته على الدعاء والذكر اثناء كل الرحلات التي يكون قائدا لها، مما يشيع الامان والاطمئنان في نفوس المسافرين معه على الطائرة نفسها. وقديما قيل:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد ومما يهدف اليه هذا الكتيب الانيس تذكير المسلم بضرورة التواصل مع الله سبحانه وتعالى في حله وترحاله، وان تكون كل حركته في طاعة الله تعالى نية خالصة وعملا صالحا ليبارك له الله في امره كله ويشكر له سعيه، لقوله تعالى «ومن اراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا».
ومن المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء السفر الذي تضمنه هذا الكتيب، قوله: «اللهم بك اصول، وبك اسير، اللهم اني اسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطوعنا بعده، اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل، اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والاهل والولد»، واذا رجع قالهن، وزاد فيهن «ايبون تائبون عابدون لربنا حامدون». وعن ابن عمر رضي الله عنهما، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا استوى على بعيره خارجا الى السفر، كبر ثلاثا، ثم قال: «سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وانا الى ربنا لمنقلبون. اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطوعنا بعده، اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل. اللهم اني اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والاهل والولد». واذا رجع قالهن وزاد فيهن «آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون».
كما تضمن هذا الكتيب ادعية جامعة، اشتملت على اذكار وادعية منتخبة من القرآن الكريم والسنة النبوية، والمسافر له دعوة مستجابة فليكثر من ذكر الله تعالى ودعائه.