الإرهاب.. خطر محدق بالجميع

TT

المعلومات المثيرة التي تضمنتها مذكرات ايمن الظواهري التي تنشرها «الشرق الأوسط»، والمعلومات المثيرة الاخرى التي تضمنتها محاكمة اعضاء تنظيم «الوعد» المصري، تؤكد بما لا يترك مجالا للشك ان المنظمات الارهابية كادت تعصف بأكبر دولة عربية، وانه لولا الصدف، وبعض الاخطاء لكانت مصر قد تعرضت لتصفيات وعمليات قتل لكل القادة السياسيين، وكل الشخصيات الفكرية والفنية.

لنفترض ان هذه المنظمات نجحت في تنفيذ خططها، ولنتخيل اوضاع اكبر دولة عربية، ومدى الانهيار الاقتصادي والازمة السياسية التي كان يمكن ان تتعرض لها لو نجح الارهاب في مخططاته التي تحمل شعار الاسلام.

ماذا يمكن ان يحدث للعالم، وتحديدا للدول العربية والاسلامية لو ان تنظيم «القاعدة» استمر في السيطرة على افغانستان، وتوسع عمله ونشاطه في دول عربية اخرى؟ ولنتخيل لو ان هذا التنظيم حصل على تكنولوجيا الاسلحة الجرثومية والنووية، فما هو شكل العالم الذي يمكن ان نتخيله؟

تنظيم «الوعد» كان يخطط لقتل كل الرموز السياسية والفكرية في مصر ابتداء من رأس الدولة ومرورا بوزيري الداخلية والثقافة وانتهاء بقائمة طويلة من المفكرين والفنانين، وتنظيم «القاعدة» سيطر على افغانستان واعلن دولة الخلافة الاسلامية التي شكلت نموذجا باهرا للعودة الى القرون الوسطى، ولفهم الدين بطريقة لا تمت الى جوهر الدين ولا الى الحضارة البشرية المعاصرة بصلة.

مطلوب عمل كبير يشارك فيه العمل الرسمي والشعبي، وتتوافر فيه جهود القادة والمفكرين ومتخذي القرار لاعادة الاعتبار الى الاسلام كدين للوسطية والتسامح ورفض القتل والعنف، واعادة تثقيف المسلمين وخاصة الشباب والناشئة، بمفاهيم الجهاد، وعلاقة المسلم بولي الامر، وعلاقة الاسلام بغيره من الاديان السماوية وغير السماوية، وعلاقة الحضارة العربية والاسلامية المعاصرة بحضارات الاخرين، ومطلوب اعادة نظر فورية بالوعظ الديني الرسمي، وبمناهج كليات الشريعة لتخريج رجال ونساء يتفهمون الدين بكل نقائه، والحياة المعاصرة بكل تعقيداتها، فلقد اثبتت تجربة العرب والمسلمين مع الارهاب الذي يحمل شعار الدين ان الامة كلها معرضة للخطر، وان احداث الحادي عشر من سبتمبر بكل بشاعتها، فتحت الاذهان والعقول على خطر محدق يستحق عملا كبيرا وطموحا من دون كلل ولا ملل.