إلى ابن أختي

TT

هذه رسالة بالبريد من خالي عبده، كتب على المظروف، إلى الواد علي ابن أختي روحية الشهير بعلي سالم والقاطن بالصفحة الأخيرة بجريدة العرب الدولية «الشرق الأوسط»، وفى حال عدم وجوده تسلم الرسالة إلى زميله في السكن مشاري الذايدي، أو إلى المعلم سمير عطا الله القاطن في البيت المقابل.. شكرا لساعي البريد.

هذا ما كتبه خالي عبده على مظروف الخطاب، أما خطابه نفسه الذي سأعرضه عليك فقد أصابني بانفعالات متضاربة، أشعرني بالارتياح لوصول خطاب منه لأنني أحبه كما تعلم، غير أنه أشعرني بالألم بعد أن تبينت أبعاد الخطأ الشنيع الذي وقعت فيه أسرتي السوالم بإعلانها وفاته بينما هو على قيد الحياة ومتهم في قضية في بلاد غريبة. وإليك الخطاب..

أتابع بدقة ما نشرته عني، وأشكر لك حيادك ومحاولتك الجادة لكي تكون موضوعيا، كما أشكر الله لأن ضميرك قد استيقظ فجأة، أو لأنه أوجعك لدرجة لم تعد تحتملها، فقررت الاعتراف بأن الأسرة، أسرتك وأسرتي، صنعت كذبة كبرى عندما أعلنت وفاتي وأنا على قيد الحياة، وذلك كما تزعم هي وتزعم أنت، حرصا على سمعة الأسرة بعد أن اتضح أن عضوا فيها، الذي هو أنا.. نصاب ولا مؤاخذة.

أين الحق في ذلك وأين الباطل وأين الخطأ وأين الصحيح؟ تكذبون كذبة كبرى حرصا على سمعتكم؟ يا لها من سمعة تلك التي ندافع عنها بالأكاذيب. يا لها من سمعة تلك التي ندافع عنها بالتزوير في وثائق رسمية. ولم تكتفوا بذلك، من أجل المزيد من تقوية الكذبة، أرسلتم إلى هيئة التأمين والمعاشات تطلبون صرف معاشي ومكافأة خدمتي في وزارة الخارجية.. ترى من فينا النصاب يا علي يا ابن أختي روحية؟

بخصوص ما كتبته أنت منذ عدة أيام عن قضية لندن التي حكم عليّ فيها القاضي بعشرة أعوام سجن قضيت منها خمسة أعوام في سجن «Scorpion العقرب الإنجليزي شديد الحراسة» ثم أفرج عني لحسن سلوكي. لقد كتبت يا علي يا ابن أختي روحية، أن البوليس الإنجليزي قبض عليّ في شارع الصاغة وأنا أبيع مصوغات السيدات الإنجليزيات اللاتي كن على علاقة حميمية بي، الواقع أنه تم القبض عليّ لأن سيدة منهن وهى جانيت جان فالجان، أعطتني مصوغات مزيفة وعندما رآها الصائغ أبلغ الشرطة على الفور. أنكرت السيدة جانيت أية علاقة بي وأنها رأتني فقط في السفارة المصرية عندما ذهبت إلى هناك للحصول على تأشيرة، بعد أن قدمت لها القهوة بوصفي فراشا في السفارة. كنت أستطيع أن أصف للمحقق بدقة كل تفاصيل غرفة نومها بل وعلامات أخرى، غير أن شهامتي كمصري منعتني من ذلك. المدهش في الأمر أن السيدة جانيت التي تسببت في سجني، اختفت من إنجلترا وبالبحث في السجلات بواسطة جهاز أمنى سيادي كبير، اتضح أنه لا وجود لمواطنة إنجليزية بهذا الاسم. بعد ذلك بسنين أبلغني مسؤول الأمن في السفارة عندما زارني في السجن، أن السيدة جانيت هي في حقيقة الأمر عميلة في المخابرات الأميركية وهى أميركية من أصول إيرانية، وكانت مكلفة بأن توقعك في حبها للحصول على أسرار السفارة في لندن. ولكنها فشلت ولذلك لفقت لك هذه التهمة.

بعد غد أواصل معك قراءة الخطاب.