الزواج صفقة خاسرة!

TT

لم اتوقع ان يحظى موضوع «الزواج صفقة خاسرة» الذي كتبته الأخت الكويتية بكل هذا الاهتمام من القراء.. وقد نشرت ثلاثة ردود حتى الآن وابقيت عندي الكثير.. ورأيت ان افسح لصحافية مصرية هي الزميلة عبير ان تعلق على الموضوع.. وتعليقها طويل ولكنه يستحق النشر كما هو.. لهذا قسمته على ثلاثة اعداد متتالية.. واترك الباب مفتوحا لمن يشاء ما دام الموضوع بهذه الاهمية.

الأستاذ الفاضل.. قد تكون بالفعل هذه هي أول مرة اكتب لك فيها واحاول التواصل معك ومع القراء حول موضوع ما، ولكني بكل تأكيد قارئة لك ومنذ امد بعيد.. ولكن ما دفعني للكتابة هو ذلك الموضوع الذي شعرت انه يمسني بالفعل عن قرب وواقع وليس لي أنا فقط بل لغالبية النساء اللاتي عرفتهن طوال مشوار حياتي وهو موضوع «الزواج صفقة خاسرة»، وان كنت اتفق مع القارئة الكويتية على غالبية ما جاء في رسالتها الا انني اعترض على عنوانها فالزواج ليس فقط صفقة خاسرة بل هو «مقبرة لطموحات المرأة».

ان الزواج يا سيدي الفاضل احتلال لمشاعر المرأة وطموحاتها وآمالها في الحياة ولكنه احتلال لا تستطيع ان تقاومه فهو اشد قساوة من الاحتلال الاسرائيلي الغاشم لأنه احتلال تقبله مرغمة، احتلال تنهيه كلمة واحدة ترتعد فرائص المرأة لمجرد التلميح اليها لأن ثمن هذه الكلمة غالبا يكون اغلى من ان تتحمله أي ام وهو الحرمان من فلذات اكبادها والقائهم في براثن زوجة الأب التي تكون في نظر الشرع في هذه الحالة احق من الأم برعاية ابنائها ولماذا؟ لأن الأم اعلنت تمردها وعصيانها على عنجهية وظلم الزوج لذا فهي لا تستحق ان تكون أما بعد ذلك.. اما اذا نالت حضانة أبنائها فهي مرهونة وكما يعرف الجميع بتنازلها عن مشاعرها كأنثى وعن حقها في ان تعيش الحياة الطبيعية التي بالطبع ينعم بها الأب مع زوجته الجديدة!! اما اذا لم تتفاقم الامور في الزواج الى هذه الدرجة فهي تعرف يا سيدي كم التنازلات الهائل الذي يجب على المرأة ان تقدمه لكي تنال رضى سي السيد الذي هو غالبا غاية مستحيلة المنال، ولن اتحدث هنا عن اعباء حياتها الزوجية وانما سأشير الى موقف غالبا ما تتعرض له أي زوجة عاملة وهو اجبارها على ترك عملها الذي ترى فيه مستقبلها وحياتها والاستمرار الطبيعي لمسيرة دراستها لا لأي سبب الا لفرض الرأي والسلطة، وهكذا يبقى العمل سيفا مسلطا على رقبتها فكلما نشب شجار بينها وبين زوجها غالبا ما ينهيه الزوج بتهديدها بأنه سيمنعها عن العمل او من الدراسة.

وحتى لو عملت المرأة على تفادي ذلك الموقف قدر المستطاع فيبقى عليها ألا تحلم بنيل فرص الترقي او التقدم في مجال عملها، فغالبا ما يضع الزوج قائمة بالمحرمات التي لا يجب مناقشتها بأي حال من الاحوال، وبالطبع كل هذه المحرمات تضعها في خانة الموظفة العادية التي يمكن الاستغناء عن خدماتها في أي وقت.. ونستأنف غدا..