ألغاز ووترغيت تذهب إلى القبر مع ماغرودر

TT

توفي في 11 مايو (أيار) الحالي عن 79 عاما جيب ماغرودر، أحد الشخصيات الرئيسة في فضيحة ووترغيت. وكان ماغرودر من الشخصيات الرئيسة في عملية ووترغيت الأصلية لأنه بوصفه مدير تشغيل لجنة إعادة انتخاب الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون، كان المشرف المباشر على جي غوردن ليدي وهوارد هنت، اللذين نظما الدخول عن طريق الاختراق وحملة الاستخبارات والحيل القذرة.

وكان ماغرودر آخر من بقي ممن حضروا الاجتماع الذي - بحسب ماغرودر - جرت الموافقة فيه على عملية «جيم ستون» ليدي/ هنت بواسطة مدير الحملة والنائب العام الأسبق الجنرال جون ميتشيل، على الرغم من أن ميتشيل لم يعترف بمسؤوليته عن ذلك أبدا. وفي مقابلة عام 2003 ادعى ماغرودر أيضا أنه سمع ميتشيل وهو يتلقى الأوامر من الرئيس نيكسون لملاحقة مكتب رئيس اللجنة الديمقراطية القومية لاري أوبراين في ووترغيت. وأشك في وجود الكثير حول تلك القصة.

وكان دور ماغرودر في التغطية ثم الكسر هو الثاني بعد جون دين، وعندما بدأت تتكشف قصة التغطية الأولى في أوائل عام 1973 تسابق كل من دين وماغرودر على عقد أفضل صفقة مع ممثلي الادعاء، وخسر ماغرودر رغم أن المطاف انتهى بالاثنين في سجن فيدرالي، وصرح الاثنان بأسرار مهمة من اللغز، لكن ماغرودر يأخذ معه بعض الأمل في حل بعض ما تبقى من ألغاز ووترغيت، على الرغم من أني لا أعتقد بمعرفته الكثير عن دور نيكسون الشخصي أو معرفته قبل اعتقالات يونيو (حزيران) 1972، وهو يعرف بالتأكيد (على الأقل في حدود الذاكرة) ما حدث في الاجتماع الذي جرى فيه التفويض، والذي ضمه وميتشيل وفرانك لارو، ولكننا لن نعرف أبدا ما إذا كان قال الحقيقة حول ذلك الاجتماع أم لا.

وربما كان ماغرودر يعرف أكثر، أيضا، عن القرار باستهداف ووترغيت، وإن كان ليدي صادقا، وليس هناك سبب خاص يدعو إلى غير ذلك، فإن اللصوص اختاروا مقر الديمقراطيين أساسا بسبب السهولة، فقد كان الدخول إليه أسهل من مكاتب حملة جورج ماكغفرن. على كل حال، بغض النظر عن المكالمة الهاتفية التي استمع إليها مصادفة، فليس هناك سبب للاعتقاد بأن ماغرودر كان يعرف أي شيء عن نيكسون، وربما انتهت آخر فرصة لنا لمعرفة المزيد من شاهد مباشر بوفاة تشك كولسون قبل عامين. ومن الممكن، وإن كان أقل احتمالا، أن يكون لدى ماغرودر معلومات غير مباشرة لم يذكرها أبدا، مثل المناقشة التي كانت مع ميتشيل أو بوب هالديمان. والأمل الوحيد المتبقي لمعرفة المزيد عن الدور السابق لنيكسون، سيكون من الشهادة الفعلية، فقد تمكن المهندسون يوما ما من استعادة معلومات أكثر من الأشرطة.

من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أننا لم نعلم إطلاقا بالقصة الكاملة لدور نيكسون، فلا أعتقد أنه كان ذلك الدور الكبير. نعلم أنه أشرف شخصيا على التغطية الأصلية، وأن تغطية التغطية كانت عمل رجل من طرفه. كما نعلم أنه كان على علم بوجود نشاط إجرامي قبل كسر ووترغيت، حتى وإن لم نكن ندري بعلمه بتلك العملية الخاصة، ونعلم أنه أصدر الأوامر لموظفيه لارتكاب جرائم، حتى وإن لم نكن ندري ما إذا كان أصدر أوامر بارتكاب الجرائم التي ارتكبت بالفعل (فنحن نعلم أن موظفيه تجاهلوا بعض أوامره). كما نعلم أنه كان مسؤولا شخصيا عن الجو العام من عدم الشرعية في البيت الأبيض وفي حملته، وأنه خلق، شخصيا، هاجس الحصول على المعلومات السياسية التي أدت مباشرة إلى فضيحة ووترغيت وجرائم أخرى.

لم يكن ماغرودر أسوأ رجال نيكسون، وبحسب علمي كانت حياته كوزير بعد نيكسون محترمة ومسؤولة، وكان، مثل دين، رجلا طموحا في الموقع الخطأ ثم اتخذ القرارات الخاطئة، وسيُعرف دائما بوصفه مجرما وشخصية مهمة ربما في أكبر جريمة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة.

* بالاتفاق مع «بلومبيرغ».