حالة من البشر والتفاؤل

TT

على الأقل نستطيع أن نحتفظ للرجل وأن نذكر له، بأنه استطاع في أيام قليلة سبقت الانتخابات أن يصنع حالة جديدة في مصر، حالة تسمح للناس بأن يحلموا بكل ما هو جيد في حياتهم بغير الوقوع في فخ الأوهام. إنها الحالة التي يمكن وصفها بأنها الحاضنة لحالة التفاؤل السائدة في مصر الآن.

غير أن هذه الحالة لا تقف وحدها في فراغ السياسة، بل هي امتداد وتجسيد لها، فقد استطاع الرجل في النهاية أو منذ البداية، أن يعلن أن مصر جزء من الأمة العربية الحرة، وأن جيشها ليس ملتزما بالدفاع عن مصر وحدها، بل هو جيش الأمة العربية. هذه هي اللحظات التي شعر فيها اللاوعي الجمعي عند المصريين بأنهم ليسوا مجرد شعب من سكان المنطقة العربية، بل جزء مكمل للكل. إنهم الأكثر ثقلا.

هذه هي محاولتي لقراءة حالة البشر السائدة، وقد تستطيع أنت أن تجد فيها أكثر مما وجدت أنا، غير أن المهم في نهاية الأمر هو ما ستسفر عنه الأمور.

مصر مقبلة على مرحلة من التاريخ لم تعرفها من قبل، على الأقل في العصر الحديث، إنها نهاية مرحلة البغبغة، لم يعد من حق أحد أن يعمل ببغاء، ما نتكلم عنه ونشكو منه لا بد أن يكون له وجود فعلي. حتى الآن في مصر أشعر بآلام سماع البغبغة، كل ببغاء في مصر اكتشف تحت مخدته مؤامرة تقسيم البلاد وتفتيتها، كما اكتشف ذلك الاكتشاف المدهش، وهو أنه لا أحد يريد لنا الخير، لأن العالم أوغاد صدرت لهم أوامر من قادة المافيا العالمية بأن يعكننوا على الشعب المصري أينما كان وأينما سار. لأنه سيكون خطرا على الدنيا لو ترك لحاله وقدراته الببغائية المتطورة.

لم يعد هذا هو عصر الأساطير والحواديت، ولا الزعامات القادرة على شتيمة الناس. هذا هو العصر الذي يجب فيه على كل مواطن أن يفهم مشكلاته ويعرف الطريق لحلها.

قلبي مع كل ببغاوات مصر، قادة المعارك في الفضائيات، عليهم الآن أن يتفرغوا لفهم حقيقة المشكلات التي نمر بها. وليعلموا أنه لا توجد شعوب عظيمة وأخرى خائبة، توجد فقط شعوب تجيد قراءة مشكلاتها وإيجاد الحلول لها. ونحن نريد أن نكون منها.

ليكن وجود هذا الرجل في حياة المصريين في هذه المرحلة بداية جديدة نشق فيها طرقا جديدة في اتجاه المستقبل.