واجه الأمة

TT

أما نصيبنا من الذكاء فلم نحصل عليه بشكل طبيعي، بل تم توزيعه علينا عن طريق لجنة الذكاء في النقابة. يكفي أن تقضي ربع قرن في انتظار نقلك لجدول المشتغلين، بعدها يحق لك العلاج على حساب النقابة. المهم في كل الأحوال أن حضرتك عرفت في حياتك وحياة غيرك صحافة واحدة خالدة هي صحافة القطاع العام، وهو ما يعطيك الحق في الحصول على لقب محارب دفاعا عن القطاع العام وشتيمة هؤلاء الأوغاد الذين يريدون العودة بالصحافة إلى الوراء. هذه كلمة سريعة عن ذكائنا، لكي تفهم جيدا حقيقة دورنا في برنامج واجه الأمة، الذي نجريه بعد لحظات أمام الجماهير مع شخصية شهيرة مرشحة للرئاسة.. أهلا وسهلا.. نحن نرحب بوجودك معنا باسم الأمة التي سنتولى الآن الحديث باسمها، أرجو ألا تكون شاعرا بأي توتر.. حدثنا عن ذكريات طفولتك، وهل عندما كنت طفلا عرفت أنك ستحكم هذا البلد العظيم؟ هل كنت تتخانق مع الأولاد في الشارع أم كنت تفرض عليهم مهابتك واحترامك؟

هل تأكل الجبن القريش؟ أحيانا.. جميل حدثنا عن هذه الأحيان.. هل تأكله بمفرده أم مشتركا أو مشتبكا مع البطيخ مثلا.. مع البطيخ.. إجابة عظيمة تدل على أن حضرتك سوف تميل إلى تنويع مصادر السلاح.. ما رأيك في الكشري..؟ علك تعتبره لذيذا أم أحد رموز قدرة المصريين على البقاء عبر الزمن.. من فضلك لم نسمع إجابة مقنعة في موضوع الكشري وهو ما سيترك الأمة في حيرة من أمرك.. هل تحب الكشري أم أنك تخفي ميولا قوية لأكل الهمبورجر تضعك على الفور في خانة الحكام الإمبرياليين. هذه هي فرصتك وهذا لذكر الحقيقة.. واجه الأمة بالحقيقة.. هل تحب الكشري فعلا أم تأكله على سبيل المجاملة لبعض المثقفين غير الكشريين. واجه الأمة.. ماذا تشرب في المساء؟.. أشرب المياه الساقعة. يا راجل مصادرنا تقول غير ذلك.. حدثنا عن تلك المياه الساقعة، من الواضح أن حضرتك ترى أننا، مجموعة من السخفاء، لا بأس! إنها ضريبة العمل العام. ننتقل الآن إلى المسقعة وهي المرحلة التاريخية التي ترتب عليها الأطعمة الأكثر تعقيدا.. السؤال هو.. كيف ترى المسقعة؟

والله أنا أرى أن المسقعة ستظل هي المسقعة.. نعم ولكن السؤال الذي نطلب من حضرتك عدم الهروب منه.. هو هل تحب المسقعة؟.. نعم أحب المسقعة ولو كلفتني الأمة بأكل المسقعة لأكلتها إلى الأبد.

والآن.. تقرير نهائي عن مواجهة الأمة.. السيد المرشح شخص دوغري لا يعرف السلوك الملتوي، هو واضح في عواطفه حتى في معاداته للكشري التي فشل في إخفائها تماما عن الأمة.. موقفه المتحفظ من المسقعة، كان يخفي به كراهيته لأميركا.. من الواضح أن لون المسقعة الحمراء كان يذكره بشعوب العالم الثالث التعساء.. وفي نهاية الأمر نستطيع أن نقول إنه أكثر الشخصيات نجاحا في مواجهة الأمة.. دقي يا مزيكا.