إصابات حوادث الرعاية الطبية

TT

كما أن ثمة إصابات في الملاعب لحوادث قيام اللاعبين بحركات خاطئة أو احتكاكهم ببعضهم أثناء المنافسات الرياضية، وكما في إصابات سير المرور لحوادث التصادم بين المركبات أو غيرها من الأسباب، هناك إصابات طبية يتعرض لها المرضى نتيجة حوادث تقع عليهم خلال تلقيهم للرعاية الطبية، أو ما يعرف بـ«إصابات حوادث الرعاية الطبية» medical care injury.

وتشير أحدث الدراسات الطبية حول الإصابات الطبية لحوادث الرعاية الطبية بالولايات المتحدة إلى أن واحدا من بين كل خمسة مرضى تابعين لبرنامج «ميديكير» للتامين الطبي Medicare هم ضحايا هذه الإصابات، والتي غالبا ليست ذات صلة بالحالة المرضية الأصلية التي يعانون منها والتي من أجلها يتلقون المعالجة الطبية.

ومعلوم أن برنامج «ميديكير»، أو برنامج الرعاية الطبية، هو برنامج للتأمين الاجتماعي الوطني من قبل الحكومة الفيدرالية بالولايات المتحدة، وبدأ تنفيذه منذ عام 1966. ووفق قوانين محددة لتكاليف التسجيل للاستفادة من ضمانة منافعه، يشمل هذا البرنامج للتأمين الصحي بالنسبة للأميركيين الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة وما فوق، والشباب ذوي الإعاقة، ومرضى الفشل التام للكلى، ومرضى التصلب الضموري الجانبي. ويبلغ عدد المشمولين به نحو 50 مليون أميركي، ويغطي نحو نصف التكاليف المادية لرعايتهم الصحية.

ونشرت نتائج دراسة الباحثين من برنامج الشيخوخة في جامعة توسون بميرلاند في الولايات المتحدة، ضمن عدد 27 مايو (أيار) لمجلة «الوقاية من إصابات الحوادث» Injury Prevention. وفيها قام الباحثون بمراجعة سجلات نحو 13 ألف مريض ممن شكوا من إصابتهم بتلك النوعية من الحوادث الطبية فيما بين عام 1998 و2005، وكان متوسط أعمارهم 76 سنة. وشملت الإصابات التي تابعها الباحثون ثلاثة أنواع مهمة، وهي: إعطاء المريض الدواء الخطأ، ووجود حساسية لدى المريض تجاه الدواء الذي أعطي له، وتلقي المريض لدواء أدى إلى زيادة تعقيدات حالته المرضية القائمة لديه. وهي إصابات حوادث من النوعية التي يتسبب بها تقديم الرعاية الطبية للمريض بما لا علاقة له بالحالة المرضية لديه.

ولاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن ثلثي تلك الإصابات للحوادث الطبية وقعت خلال تلقي الرعاية الطبية في العيادات الخارجية، وليس خلال تلقيهم للمعالجة كمرضى منومين في المستشفى. وهو ما علق الباحثون عليه بإشارتهم إلى أن الحوادث الطبية التي تصيب المرضى المنومين تنال الاهتمام الطبي في البحث عن أسباب وقوعها، بخلاف مقدار اهتمام الأوساط تلك للحوادث الطبية التي تطال المرضى المراجعين للعيادات الخارجية ومراكز جراحات العيادات الخارجية وغرف الطوارئ ودور رعاية المسنين وغيرها من مرافق تقديم الرعاية الطبية لغير المرضى المنومين. وأضافوا أنه وفق نتائج هذه الدراسة يتعين تحسين جهود منع حصول الحوادث الطبية لمرضى الرعاية الطبية الخارجية.

كما لاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن نسبة حوادث الإصابات الطبية طالت نحو 20% من المرضى في شريحة الدراسة، وهي نسبة أعلى من تلك التي جرى رصدها في نتائج الدراسات الطبية السابقة حول هذا الأمر، والتي بلغت نحو 13%. ولاحظوا كذلك أن احتمالات التعرض لتلك الإصابات الطبية السلبية ترتفع لدى المرضى الرجال وذوي الدخل المادي الأدنى والذين لديهم أكثر من مرض مزمن واحد، وأنه كلما زاد عمر المريض شهرا ارتفعت بنسبة 1% احتمالات تعرضه لتلك الإصابات السلبية خلال تلقي الرعاية الطبية.

والأهم من كل ما تقدم، ملاحظة نتائج الدراسة أن معدلات الوفيات بين أولئك الذين تعرضوا لإصابات الرعاية الطبية هي ضعفا معدلات الوفيات بين المرضى الذين لم يصابوا بتلك الحوادث الناجمة عن سوء تلقي الرعاية الطبية.

* استشاري باطنية وقلب

مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

[email protected]