من يحصل على القضمة الأكبر؟

TT

الجماهير تترقب نجومها الكبار من رمضان إلى رمضان وأصبحنا بحكم العادة نرى على المائدة كل الأطباق الدرامية التي صارت مثل الياميش والفانوس والمسحراتي وطبق الشوربة الساخن وهكذا نشاهد يحيى الفخراني وجمال سليمان ويسرا ودريد لحام وسولاف فواخرجي وغادة عبد الرازق وليلى علوي وغيرهم، وفي آخر عامين صار اسم عادل إمام يشكل قوة ضاربة في سوق الدراما، إنهم طقس ألفناه وتعودنا عليه أو ربما استسلمنا له.

ما حدث في السنوات الأخيرة هو أن نجوم السينما في هذا الجيل أصبحوا أكثر حرصا على الوجود الرمضاني، والمسلسلات التي يلعبون بطولتها تشكل عامل جذب للمشاهدين لا يمكن إغفاله وزاد نصيبهم من «تورتة» وكالات الإعلانات، والتي ستكتشف في نهاية الأمر أنها صاحبة القرار الحقيقي الذي يحدد أسعار النجوم ومساحة وجودهم في الدراما والمنوعات، الوكالات صارت العصمة بيدها، تملك إزاحة أسماء، كانت لها «شنة ورنة» فأصبحت يسبقها الآن بالضرورة فعل «كان»!

الجيل الجديد له قضمة كبيرة من «التورتة» وتزداد مع الأيام مساحتها، وباتوا يدركون أن السينما لن تمنحهم نفس الأجر، بعد أن صار الإنتاج السينمائي بعد ثورات الربيع مغامرة غير مأمونة العواقب.

لو ألقيت نظرة على أجور النجوم على اعتبار أنها المؤشر المباشر على مدى جاذبيتهم ستكتشف أن عادل إمام يقف في المركز الأول بعد أن ارتفع أجره إلى أربعة ملايين دولار الذي حصل عليه في مسلسلاته «فرقة ناجى عطا لله» و«العراف» وأخيرا «صاحب السعادة» وتأتي بعدها أجور أحمد السقا وكريم عبد العزيز وقد اقتربت من ثلاثة ملايين دولار وهو نفس الرقم الذي حصل عليه تامر حسني في العام قبل الماضي في مسلسله «آدم» وتجاوزه هذا العام في مسلسل «فرق التوقيت»، المؤشر الرقمي بمثابة دلالة مباشرة على أن السوق تريد هؤلاء وعمرو يوسف وأمير كرارة ومصطفى شعبان لهم مساحة معتبرة ولا تنسى أن تضع في المعادلة أيضا الخالدان «الصاوي وصالح» لديهما مكانة دائمة على الخريطة.

هل أنعش ذاكرتكم بما يحدث في مملكة النحل؟ دعونا نتذكر معا قانون المملكة الصارم عندما تولد ملكة جديدة تهاجر الملكة القديمة بعيدا عن الخلية ومعها عدد من الشغالة لتنشئ خلية جديدة، وهكذا ابتعد نجوم كانوا يوجدون سنويا في رمضان لأن سوق العرض والطلب لم تعد تمنحهم الكثير، التلفزيون بطبعه جهاز عشري أي أنه يحفظ «العيش والملح» وحيث إن هؤلاء كانت بدايتهم في التلفزيون فلقد أحسن التلفزيون استقبالهم في البداية وأصبح هناك شبه اتفاق على أن التلفزيون لجيل الكبار بينما السينما للشباب، إلا أن الأمر لم يدم طويلا على هذا النحو، وشاهدنا كيف أن النجوم الجدد في «ماراثون» الدراما الذي نشهد حاليا بداياته من خلال مئات من الفضائيات التي تسابقت في الدعاية المسبقة لبضاعتها الدرامية، توالد الفضائيات بمعدلات سريعة خلق ولا شك مساحات من الفراغ تحتاج إلى مادة تملأها ولن تجد أفضل من الدراما التي يفضلها المشاهد العربي، فاحتل النجوم الشباب البؤرة.

النجاح التلفزيوني بطبعه صاخب وعالي الصوت ومن يتعود عليه يجد نفسه غير قادر على التراجع، كما أن الهزيمة أيضا قاسية وفضيحتها بجلاجل، المعركة محتدمة وشرسة وفي رمضان 2014، نستطيع أن نعتبرها «أم المعارك»، نعيش في سوق درامية لا تعرف الرحمة ولا تمنح الخاسر فرصة ثانية في «شوال»!