لبنان و«السعودي فوبيا»!

TT

حادثة إرهابية جديدة حصلت منذ أيام في لبنان، قيل فيها إن «انتحاريا» في غرفته بفندق فجر نفسه لحظة مداهمة عناصر قوى الأمن اللبناني لإلقاء القبض عليه. حتى الآن لا يوجد شيء جديد في الخبر، الأحداث الإرهابية لم تتوقف في لبنان بأشكال مختلفة، وجميعها كالعادة تبقى دون معرفة الجناة. ولكن الأمر العجيب أنه بعد دقائق من المداهمة كانت محطة «المنار» الفضائية التابعة لحزب الله الإرهابي تذيع على شاشتها خبرا مفاده أن هوية الانتحاري هي سعودي الجنسية ولحقتها بعض المحطات الأخرى التي قامت ببث سلسلة من مجموعة أخبار.

طبعا كل ذلك كان يحصل دون أن يكون هناك أي تصريح رسمي من مصدر أمني معتبر ومسؤول يفند به ما حدث، وبالتالي كان هناك من يحاول أن يضع اسما ووجها و«جنسية» وطائفة خلف ما يحدث، ولا عجب أن يحصل كل ذلك بزعامة فريق أحدث شرخا في لبنان وأعلن انتماءه الصريح لمشروع «غير لبناني» واستخدم السلاح لترهيب شعبه ولمناصرة عصابة تقتل الجار في سوريا، لكن اليوم ما يحصل في لبنان هو شيء قذر بحق السعوديين، وهو أمر يستحق التحرك القانوني فورا من قبل الحكومة السعودية ورفع عدد من القضايا ضد القنوات المحرضة في لبنان. طبعا يكون التحرك قانونيا وحضاريا وليس كما فعل أنصار حزب الله الإرهابي بحق مخالفيه من قنوات التلفزيون اللبناني مقتحمين المباني ومطلقين عليه القذائف ومعتدين على العاملين فيه.

إذا كان بعض اللبنانيين رضوا ووافقوا وقبلوا الرضوخ والخنوع لفئة تتسلط عليهم وهي مأسورة من الغير فهذا شأنهم، وإذا قبلوا أن هذه الفئة تعطل الاستحقاق الرئاسي فهذا أيضا شأنهم، وإذا قبلوا أن هذه الفئة تعمل بأسلوب السمسرة في شراء الذمم وشراء العقار لصالح أطراف خارجية فهذا أيضا شأنهم، وإذا قبلوا بخطة أمنية تطبق بعين طائفية وعلى حساب فريق واحد دون الفريق الآخر فهذا أيضا شأنهم، ولكن الاعتقاد بأنهم يظنون أن هناك شعبا ودولا تصدق «سذاجة» البعض حينما يدعون السعوديين للقدوم إلى لبنان والسياحة بينهم ثم الإمعان في إهانتهم فهذا أبدا ليس شأنهم. هذا يذكرني بوضع فرنسا ذات يوم حينما كان رئيسها ينادي بالسلام حول العالم بينما يقوم رئيس وزرائها في جولات مكوكية حول العالم لبيع وترويج وتسويق السلاح.

إذا كان هناك في لبنان من يعتقد أنه منصف أمين و«يهدد» ويوقف «على الهوية» وإدانة «على الماشي» لأجل تحقيق مصالح شخصية وطموح في مناصب أعلى فلعمري فإن هذا تطاول سياسي تروج له وسائل إعلامية رخيصة.

هناك منهجية واضحة يتبناها بعض ذوي النفوذ في لبنان لربط الإرهاب بدولة معينة، فهؤلاء الذين قبل بهم اللبنانيون هم الفريق الذي تسبب في الفتنة والشقاق بينهم، هو الذي قام في عام 2007 بغزوة بيروت المشؤومة الذي أظهر وجها طائفيا إجراميا لا علاقة له ببضاعة المقاومة التي كان يروج لها لسنوات طويلة، وهو نفس الفريق الذي أعلن زعيمه «ولاءه» لحاكم في إيران يتبعه ويتبع أوامره. وهنا أتذكر الأيام التي مضت التي كان فيها «تخوين» زعامات مارونية عندما قالت كلاما أقل من ذلك وفيه شبهة الولاء لفرنسا وزعامات سنية اتهمت في وطنيتها حينما اتهمت بالولاء لمصر وسوريا والسعودية من قبل، بل هناك شخصية ثقافية مشهورة هو سعيد عقل الذي اتهم بالخرف والخيانة عندما طالب بإلغاء اللغة العربية الفصحى، ويأتي اليوم زعيم تنظيم إرهابي يعلن على الملأ ولاءه لزعيم دولة ثانية ويقبل اللبنانيون فيه زعيما لأغلبية برلمانية تختار رئيسهم وتشكل وزارتهم، هم أحرار ولكن أن يكون هناك تطاول بهذا الشكل باتجاه السعوديين فهذه مسألة غير مقبولة.

هناك في لبنان من يحاول أن يخلق حالة قبيحة ضد السعوديين اسمها «السعودي فوبيا» فلنحذر من هذا الفخ.