الفوازير الرمضانية

TT

في هذا الشهر المبارك، رمضان الشريف، عمدنا إلى ما يعمد إليه الكثير من أهل الشعر والأدب، في المساهمة في الجو الرمضاني الاحتفالي بسرد الكثير من الحكايات والطرائف والأشعار التي تؤنس الصائم وتخفف عنه معاناة الصيام ومصاعب المعدة والهضم. فضلا عن ذلك، هناك أيضا الفوازير والحزورات التي يتسلى بها العامة. بيد أن بعض الشعراء مزجوا بين المتعتين: المتعة الشعرية ومتعة الألغاز. أعطتنا ضربا خاصا من الشعر، أبدع فيه بصورة خاصة الشاعر العبقري والشعبي بيرم التونسي الذي كلفته إذاعة القاهرة تقديم عينات من هذا الظرف الأدبي الشعبي. منها هذا المثال:

رمضان بيقول لي

واحدة بملاية

قدامي أميرة

ومصيبة ورايا

تمدحني في وشي

وتقول لي آية

وعيوبي الفارغة

تعملها ورايا

والمثل الساير

تقولوه ويايه

فكر المستمعون النبهون من عشاق بيرم في اللغز وما يريد ويعني. نعم، إنه كما سيقول القارئ النبيه: «في الوش مراية وفي القفا سلاية!».

وفي هذا السياق، ساق الشاعر ياسر قطامش الذي اتخذ من المأكولات والحلويات الرمضانية حقلا لفوازيره. فقال:

ذات الشعور الناعمة

في الشهد دوما عائمة

محمرة ومحشية

تغري البطون الصائمة

مثل «اللطافة» اسمها

في الصواني نائمة

«كنا» بداية اسمها

و«آفة» في الخاتمة

يعني إيش يا سادة؟ مفيش كلام... إنها الكنافة. غيره من الشعراء استأنسوا بالتورية والجناس، كان منهم ابن نباتة المصري. أهداه أحد أصحابه بعيدا في الريف قفة من التمر بمناسبة رمضان. ولكنه كان تمرا رديئا كله نوى. فكتب إليه:

أرسلت تمرا يا «نوى» فقبلته

بيد الوداد فما عليك عتاب

وإذا تباعدت الجسوم فودنا

باق ونحن على «النوى» أحباب