هل تحتاج الجامعة العربية إلى شهادة حضور؟

TT

استمرارًا للتخبط الإعلامي الذي يشهده عالمنا العربي وكَيْلِ الاتهامات دون حجج أو تثبت أو حتى محاولة استيضاح الأمور في زمن بات يغلب عليه توجيه اتهامات شخصية من بعض الإعلاميين الذين اختلط عليهم الحابل بالنابل، وصار على المسؤولين في المؤسسات المختلفة أن يدافعوا عن نزاهتهم الشخصية أمام هذا الحجم الهائل من انعدام المصداقية والمهنية، بدلًا من مناقشة نقد موضوعي حول سياسات مؤسساتهم، أتفق مع الرأي العام العربي بأن جامعة الدول العربية بحاجة إلى تطوير كامل يشمل ميثاقها وآلياتها ويرتكز أساسًا على تعزيز التضامن العربي ووحدة النظرة العربية.. بل أبعد من ذلك، أتفق كما يتفق الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن الجامعة لم تعد قادرة على المضي قدمًا في مواجهة تحديات العالم العربي في القرن الواحد والعشرين دون تطوير آلياتها وميثاقها الذي أعد في ظروف ما قبل تأسيس الأمم المتحدة.

للأسف، أوردت بعض وسائل الإعلام أن الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية اختفى عن المشهد السياسي خلال ضرب قطاع غزة، حيث كان يمضي إجازته في بريطانيا. ويبدو أن بعض الكتاب غفلوا على أن الجامعة لا تحتاج إلى شهادة حضور وغياب لتثبت على دورها المحوري بقيادة الأمين العام الذي عمل من مكتبه بميدان التحرير طوال فترة العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدار الساعة على المستويين العربي والدولي لوقفه وإنهائه.

ولوسائل الإعلام تلك أتمنى عليها أن تتحرى الدقة فيما تطرحه من أفكار وآراء وفيما تبثه من أنباء، فلا تحدث بلبلة حول أمور جانبية في أوقات حرجة، وعليها أن تتوخى المهنية انطلاقا من المبادئ الأساسية لمهنة الصحافة قبل أن تحاول اغتيال الشخصيات العامة وبث أنباء مغلوطة. وعلى الرغم من أن الأمين العام للجامعة لا يحتاج إلى إثبات حضوره القوي إبان الهجوم الغاشم على غزة، فإنه ولمزيد من التوضيح على الدور الذي قامت به الجامعة خلال فترة محدودة أرجو طرح الحقائق التالية أمام الجميع، وهي لمن شاء موجودة على جميع المواقع الإعلامية العربية والدولية، مما يجعلني أتساءل وأنا أبين الحقائق عن سبب هذه الحملة الإعلامية المغرضة، وأضم صوتي إلى ملايين العرب مطالبة بمصداقية أكبر لإعلامنا:

بتاريخ 6 - 7 - 2014 ومنذ بداية العدوان الغادر على قطاع غزة أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ناقش فيه آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، كما أجرى اتصالا مع النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي ووزير الخارجية صباح خالد الحمد الصباح بصفة دولة الكويت رئيس القمة العربية، كما أجرى اتصالا مع الأمين العام للأمم المتحدة تناول الاعتداءات على فلسطين.

بتاريخ 7 - 7 - 2014 دعا الأمين العام مجلس الأمن إلى الانعقاد الفوري لاتخاذ التدابير المناسبة لوقف العدوان على غزة. وخلال الفترة من السابع إلى الرابع عشر من نفس الشهر كثَّف من اتصالاته من أجل عقد اجتماع لمجلس الجامعة وعلى المستوى الوزاري.

بتاريخ 17 - 7 - 2014 التقى الأمين العام بالقاهرة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث تناول اللقاء الترحيب بالمبادرة المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي وسبل تنفيذها، إضافة إلى دعم مبادرة الرئيس الفلسطيني بوضع الأراضي الفلسطينية تحت حماية الأمم المتحدة.

بتاريخ 20 - 7 - 2014 التقى الأمين العام بمكتبه السيد وو سيكه، المبعوث الصيني الخاص بالشرق الأوسط.

بتاريخ 21 - 7 - 2014 بحث الأمين العام في مكتبه مع بان كي مون كيفية إيقاف العدوان من خلال المبادرة المصرية.

بتاريخ 22 - 7 - 2014 التقى الأمين العام في مكتبه وزير الخارجية الأميركي جون كيري وبحث معه أهمية وضع حد للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.

بتاريخ 25 - 7 - 2014 أجرى الأمين العام مباحثات مع كل من وزير الخارجية المصري السيد سامح شكري ووزير الخارجية الأميركي جون كيري وسكرتير عام الأمم المتحدة، حيث أكد الأمين العام عقب الاجتماع على ضرورة وقف العدوان الهمجي على قطاع غزة المحتل منذ شهر رمضان المبارك.

وفي إطار جهوده الدولية لوقف العدوان على غزة التقى الأمين العام بتاريخ 3 - 8 - 2014 وزير الخارجية الصيني بصفة الصين دولة عضو في مجلس الأمن.

بتاريخ 4 - 8 - 2014 أجرى الأمين العام اتصالا هاتفيا مع بان كي مون بشأن قصف مدرسة رفح ووصفها بالجريمة الأخلاقية المشينة.

وقد رحب الأمين العام بتاريخ 5 - 8 - 2014 من خلال بيان صدر عن الأمانة العامة للجامعة باتفاق التهدئة الذي نجحت مصر في التوصل إليه لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة.

بتاريخ 6 - 8 - 2014 التقى الأمين العام السيد توني بلير المبعوث الخاص للرباعية الدولية في الشرق الأوسط للتباحث حول مواجهة آثار العدوان الغاشم على قطاع غزة.

كما أن الأمين العام كان على اتصال يومي مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وقادة الفصائل الفلسطينية بما في ذلك السيد خالد مشعل في إطار الجهود الرامية إلى وقف العدوان على غزة.

هذا غيض من فيض، نأمل أن يكون قد ألقى الضوء على بعض من الجهود التي قام بها الأمين العام لجامعة الدول العربية على المستويين العربي والدولي لأجل وقف العدوان الهمجي على قطاع غزة.

* الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية