ضرورة التحرك .. أوروبيا

TT

علينا الانطلاق من حقيقة ان اللوبي الصهيوني يمسك بخناق الادارة الاميركية، ويوجه سياسة واشنطن تجاه الصراع الاسرائيلي الفلسطيني باتجاه المصالح العليا لاسرائيل بعيداً عن اية مصلحة للولايات المتحدة.

موقف الادارة الاميركية من الصراع اصبح ينطبق عليه المثل العربي «فالج لا تعالج» اي ان الموقف اصبح ميؤوساً منه، وساعدت على ذلك عوامل عديدة كان آخرها وليس اهمها الاحداث الاجرامية في الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي.

هذه الحالة يجب الا تعني الاستسلام والتخلي عن واجب العمل على الضغط تجاه الولايات المتحدة عبر كل الطرق المتاحة دبلوماسياً واعلامياً، ولكن الواجب يقتضي تركيز العمل على الساحة الاوروبية لأسباب عديدة، اهمها ان اوروبا ليست مستعمرة صهيونية كما هي الحال في واشنطن، وثانيها ان اميركا تهمل العرب لأسباب معروفة ومتراكمة ولكنها لن تستطيع اهمال اوروبا كقوة سياسية ولاعب كبير على الساحة الدولية، وثالثها ان الموقف الاوروبي عموماً اقرب الى الموقف العربي، بل ان الموقف الاوروبي كان حتى اشهر قليلة يصل الى حد التطابق مع الموقف العربي، وهناك حديث اوروبي صريح عن دولة فلسطينية، وهناك مساعدات يومية والتزامات اوروبية للمجتمع الفلسطيني، وحتى بعد خطاب الرئيس عرفات الاخير، تحدثت الولايات المتحدة عن انها تنتظر الافعال وليس الاقوال من عرفات، في وقت تصمت فيه عن جرائم شارون، بينما ممثلو الاتحاد الاوروبي ثمنوا الموقف الفلسطيني، وقاموا بمبادرة زيارة الرئيس عرفات، واعلنوا بوضوح ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني.

علاقة العرب بأوروبا علاقة جيدة، وحتى بعض التوتر القائم بين دول المغرب العربي ودول فاعلة كفرنسا تم تجاوزه، وهناك دول اوروبية وخاصة في الشمال تتحدث ضد اسرائيل ومع الموقف الفلسطيني بوضوح وحزم، وهناك تفاوت في دول اوروبية عديدة لكن العمل العربي المنظم الذي نحتاجه في الساحة الاوروبية يمكن ان يغير كثيرا من التردد في بعض المواقف.

مطلوب حركة سياسية منظمة تجاه اوروبا تقوم بها الحكومات العربية، والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات وجمعيات البيئة وحقوق الانسان وتكون بينها لغة مشتركة، وتضع برنامجاً للتحرك حيث الساحة الاوروبية مفتوحة، ولا شك ان الموقف الاوروبي المتفهم للعرب سيكون قوة ضغط على اميركا، وقوة مساعدة للعرب وللفلسطينيين.