المؤلفة الصغيرة!

TT

* رسالة من ولاء الغامدي من مكة تقول فيها: انا فتاة في الخامسة عشرة من عمري، لدي هواية التأليف.. اقصد تأليف الروايات العاطفية والبوليسية، ولكن موهبتي تظهر جلية في الروايات العاطفية الخيالية.

تخيل استاذي، انني الفت 31 رواية عاطفية خيالية، وروايتين بوليسيتين، وقد بدأت التأليف منذ كنت طفلة في الثانية عشرة وهنا تكمن المشكلة، إذ ان هوايتي تستحوذ على كل اهتمامي، وموهبتي عالية ولله الحمد، وقد سبق ان شاركت في مجلات عديدة وفزت بجوائز كثيرة.. معلمتي بالمدرسة تشجعني وتحثني على الكتابة ولكن للأسف ان اقرب الناس إلي ـ امي ـ تحاربني حتى انني اخبئ قصصي ومؤلفاتي بعيداً عن متناول يدها حتى لا تحرقها، وللعلم فان مؤلفاتي ليس فيها كلام جارح او خارج عن آداب الكتابة والتأليف، لقد الفت قصة لـ«مارلين مونرو»، واخرى لـ«تايتنيك» وهما من نسج خيالي، ولكن ما الحل؟! اشعر بأن امي تكره موهبتي ونجاحي بل اشعر بأنها تكرهني انا شخصياً، اني ابكي بحرقة وانا اكتب سطوري اليك انها تسخر مني، ومعها أبي وأخي، اشعر بالرثاء لحالي عندما ارى اصغر مؤلفة في العالم في الثانية عشرة، تشق طريقها بثقة وارادة، وانا موهبتي تذهب ادراج الرياح.. لا تقل لي ناقشيها بهدوء عن موهبتي وحبي لأدب الرواية.. فعلتها مرة ذات يوم، انفردت بها احدثها عن المشكلة بهدوء وموضوعية، فما كان منها الا ان سخرت مني وانهالت علي ضرباً..!! بدأت اكره الحياة، انا اتعذب وحيدة، ساعدني من فضلك.

* يا عزيزتي ولاء عادة ما يرى الأهل في انصراف ابنائهم الى هواية ما، انصرافاً عن واجبهم الأساسي وهو الدرس والتحصيل، هذا ما يحدث في اغلب الاحوال، ما لم يكن الاهل ممن يحترمون مواهب ابنائهم ويقدرون نبوغهم.

وفي التاريخ، فان اكثر المؤلفين الكبار واجهوا ما تواجهينه من حرب ولكن تأكدي ان امك لا تكرهك، ولكنها تخاف عليك من ان تصرفك هوايتك عن نجاحك في الدراسة.

والحقيقة ان الهواية، خاصة في السن المبكرة يجب ألا تصرفنا عن الدرس والتحصيل، فاذا كنت تلميذة مجتهدة فليس لأحد الحق في تعطيلك عن ممارسة هوايتك المحترمة، اما اذا اهملت واجباتك فمن حق اهلك التدخل.

لا تحزني ولا تنصرفي عن هوايتك، فتجربتك سبقك اليها اكثر المؤلفين والكتاب وانا منهم.

ما رأيك ان ترسلي لي بعضا من انتاجك لأرى كيف تكتبين، فليس المهم الكم في الانتاج الأدبي، ولكن الكيف اهم. وسأقول لك الحقيقة عندما تتاح لي فرصة الاطلاع على انتاجك.