الشعراء في إخوانياتهم

TT

باب الغربة، باب جديد اضافه الشعراء العراقيون المغتربون حالياً الى ابواب الشعر العربي. هناك اكثر من ديوان يحمل هذا الاسم منها ديوان الجواهري، «بريد الغربة» وهو في الواقع الشاعر الذي اشتهر بقصائد الغربة، المتمثلة بأنين الفرقة وحنين الصحبة، وعلى رأس ذلك مقصورته الشهيرة وتحيته الى نهر دجلة: يا دجلة الخير. بيد ان ديوانه المشار اليه أصبح بحد ذاته مناسبة من قصائد الغربة الاخوانية. كان منها ما كتبه الى اخته نبيهة في معرض اهدائه ديوانه لها حيث قال:

سلمت اختي اذ لم يبق لي زمني أخا سواها، ولا اختاً تناغيني ولا تغيب عن عيني منبلج من حسن وجهك يعروني فيصبيني يا فرحة العمر ظلي بسمة عمرت بالذكريات، تواسيني وتسليني حسبي وحسبك عن بعد وعن كثب اني اناجيك في هذي «الدواوين» وكان من آخر ما وصلني من هذا الشعر الاخواني بين اخوان واخوات الغربة، قصيدة للشاعر ابراهيم عوبديا، صاحب ديوان «خفقات قلب» الذي أصدره قبل مفارقته العراق عام 1945 ذلك الفراق الذي فصله عن معظم اخوانه من ادباء العراق وعلى رأسهم زميلنا وصديقنا الدكتور جليل العطية، الباحث والمحقق والكاتب الساخر. سمع الشاعر بزواج ابن وابنة الدكتور العطية محمد وأوفى، فبعث اليه بالقصيدة التالية يهنئه بالمناسبة ويبثه اعجابه ومحبته وهو في منفاه في باريس حيث يقيم الآن:

اسلم أبا فخر الشباب محمد وأبا المدللة العزيزة «أوفى» اسلم، رعاك الله ـ راعي أسرة عطفا تفيض على ذويك ولطفا وأبا عراقيا غيورا، مؤمناً بالله، انساناً شريفا عفا وعرفت دوما بالوفاء فلم تخن يوماً، زميلاً أو أخاً أو إلفاً ماذا وعدت وعدت، ما أخلفت وعداً، بل وفيت وما استعنت بسوفا وعرفت دوماً بانتصارك للضعيف وبانتقاد من استغل الضعفا ونقدت غطرسة الطغاة بحكمهم وشجبت قمعاً مارسوه وعنفا ونشرت نقدك دون اي تردد ومضيت قدماً ما عرفت الخوفا

*** باريس قد فرحت غداة اخترتها واستقبلتك بكل فخر ضيفا فتحت معاهدها أمامك كلها فغرفت علماً كالنمير وعرفا

*** شرف العراق، وأنت من أعلامه إن عشت في بغداد أو في المنفى!