عن الشفافية وغيرها

TT

انسحب الشريك الاجنبي من الدخول مع شركة الاتصالات السعودية.. هذا ما قرأناه في الصحف.. فاذا كان الشريك الاستراتيجي كما سموه قد انسحب من واحد من اهم القطاعات الاقتصادية في بلادنا والذي يحقق اكثر من 12 مليار ريال ارباحا سنويا.. اذا كان الاستراتيجي هذا قد انسحب فان ثمة اسئلة لا بد من الاجابة عليها اذا كنا حقا نطبق مبدأ الشفافية ولا نكتفي بمجرد الحديث عنه.

هذه الاسئلة هي.. لماذا انسحب هذا الشريك؟ ما هي الاسباب والدوافع او المشاكل التي واجهها وفضل الانسحاب والخروج من هذه الصفقة الرابحة؟

ثم اذا كان هذا هو حال مرفق الاتصالات عند محاولة خصخصته فما هو الحال عندما ندخل على الخطوط السعودية.. ومرافق الكهرباء.. والماء والمطارات والموانئ والطرق وغيرها من مرافق الحياة في بلادنا؟

ان السكوت من بداية عملية الخصخصة يثير المخاوف.. السكوت عن الاسباب والدوافع وسير عملية المباحثات، ودراسات الجدوى.. وتوفر الثقة.. وجدية الرغبة في الدخول الى مسار الاقتصاد العالمي!! ان قطار العولمة قادم لا محالة.. وما يحدث ويجري في عمليات الخصخصة سيحدد مكاننا من مسار القطار القادم.. وهل نحن من الركاب ام الواقفين على المحطات؟

ان المسألة لا تهم القائمين على مرفق الاتصالات فقط او القائمين على بقية مرافق الحياة في بلادنا.. انها مسألة تهم رجل الشارع الذي هو صاحب المصلحة النهائية في كل قرار... ومن حق هذا الرجل ان يعرف الحقيقة.. ومن البداية.. وبلا تعقيدات ولا مواربات!! منذ نشر في الصحف عن انسحاب الشريك الاجنبي توقعت ان يصدر بيان واضح من القائمين على مرفق الاتصالات يقولون لنا ما الذي حدث ولكن مرت الاسابيع والشهور ولا حس ولا خبر.. ونحن نملأ أنهار الصحف كل يوم بالحديث عن الشفافية.. فأين ذهبت الشفافية يا أولاد الحلال؟

* همس الكلام:

«الجريح لا يضع مواصفات لسيارة الاسعاف، ولا الغريق يبحث في شروط من ينقذه»