أزمة الحاج متولي!

TT

لم اشاهد حلقات «عائلة الحاج متولي» التي اذاعتها الفضائية المصرية كاملة. فشاهدت بضع حلقات متفرقات ثم شاهدت الحلقة الاخيرة ووجدت نفسي داخل دوامة من التساؤلات، وكان لا بد من الاستماع، وجمع بعض المعلومات عن هذا المسلسل المثير.. المثير للأسف اولا لاننا ونحن نقدم الاسلام والمسلمين الى العالم قدمنا نجما محبوبا تتابع الجماهير اعماله على انه مسلم ويعيش في القرن الواحد والعشرين.

قدمناه مزواجا يستخدم الدين كما استخدمه المتطرفون والارهابيون. فالزواج من اربع نوع من التطرف في استخدام رخصة من رخص الدين.. وكل المتطرفين يتغطون بملاءة الدين، ويفعلون ما يفعلون.

وقد يقال ان الحاج متولي هو المعادل الفني للمدعو «السويركي» وهو رجل تزوج من مائة امرأة.. والمشكلة التي يقدم فيها للقضاء محبوسا انه تزوج خامسة، والدين لا يسمح بأكثر من اربع زوجات في وقت واحد.. اي ان الزواج من مائة امرأة لا يضع المرء تحت طائلة القانون!! ولكن الفارق بين السويركي والحاج متولي ان السويركي تزوج للاستمتاع.. بينما تزوج «الحاج متولي» للانتهازية.. اي انه رجل انتهازي تزوج كل واحدة من زوجاته بسبب غير الحب.. وغير العشرة، وغير الخلق.. فقد تزوج الاولى بعد وفاة زوجها، وقد ورثت منه الكثير.. ثم ماتت فورثها.

وتزوج الثانية من عائلة كبيرة فهو يريد من يسانده اجتماعيا، واسرة هذه السيدة يمكن ان تقوم بهذا الدور.. والثالثة لأن زوجها ترك لها مجموعة من محلات الملابس.

والرابعة لانها مأمورة ضرائب، ويريدها ان تساعده على تسوية مشاكله مع الضرائب.

والخامسة لكي يعاند البنت التي رفضته... الى آخره.

هكذا نلاحظ ان الزيجات الخمس كلها زيجات رجل انتهازي يريد ان يغتني.. وان يشتهر.. وان ينتسب الى العائلات الكبيرة.

هذا الانتهازي هو النموذج الذي نقدمه اجتماعيا للعالم.. ولهذا ليس غريبا ان تهتم مختلف وسائل الاعلام العالمية بالمسلسل فليس هناك وسيلة افضل من التشهير بالاسلام.. وبالمجتمعات الاسلامية من الحاج «متولي».

ولما احس المسؤولون بخطورة المسلسل على سمعة الدين والوطن معاً طالبوا بتغيير النهاية.. وهكذا ظهر الحاج «متولي» ليقول لابنه.. لا تفعل كما فعلت، وهذا من الناحية الفنية تناقض درامي فادح، ومن الناحية الانسانية والاخلاقية والدينية كالقاتل الذي يقتل الف قتيل ثم يقف ليلقي موعظة على الناس.

انه كما قلت المسلسل المثير للأسف وللاشمئزاز!