لعنة «أبو الهول»!

TT

عندما جاء توم برادلي، عمدة لوس أنجليس، إلى مصر في عام 1996، وكانت تربطني به صداقة قوية، خاصة لأنني كنت أقوم بالتدريس في جامعة لوس أنجليس خلال شهور الصيف من كل عام.. المهم حضر برادلي إلى مكتبي بأهرامات الجيزة وكنت في ذلك الوقت مديرا للأهرامات، ودعوته لزيارة «أبو الهول»، حيث كنا في ذلك الوقت نقوم بترميم التمثال، وكانت السقالات موضوعة حول «أبو الهول». وأثناء الزيارة قرر توم برادلي، أن يتسلق السقالة لكي يصل إلى وجه التمثال، وهنا حذرته من لعنة «أبو الهول»، بل وقلت له: «إذا فعلت ذلك فسوف تفقد وظيفتك بمجرد وصولك إلى لوس أنجليس».

بالطبع لم أكن جادا فيما أقول، وضحك برادلي من هذه الدعابة.. بينما كانت المفاجأة المحزنة عند وصوله إلى لوس أنجليس، فقد حدثت مشكلات أدت إلى استقالته من منصبه. وعند سفري إلى لوس أنجليس في العام التالي وجدته يدعوني للغداء في نادي العاصمة في قلب المدينة، ولم نجد أمامنا غير أن نضحك من لعنة «أبو الهول» ومن الدعابة التي انقلبت إلى جد.

وكان لى أيضا صديق هو مات لور، أشهر مقدمي برنامج «عرض اليوم - Today›s show» في أميركا، وقد اتصل بي تليفونيا ليقول، إن صديقه جورج نورمان، أحد الأبطال المعروفين في الغولف، تزوج من لاعبة التنس الشهيرة كريس إيفرت، وإن حلمهما هو زيارة مصر، ومقابلتك، وزيارة «أبو الهول». وفعلا تمت الزيارة، وقال جورج إنه سوف يعلن زواجه من كريس من أمام «أبو الهول»، وداعبت كريس قائلا: «احذري يا عزيزتي من لعنة (أبو الهول)»، وقد دعوتهما إلى العشاء احتفالا بهما، ودعوت الفنانة المصرية الجميلة بوسي؛ لأنها من المعجبين بلاعبة التنس الشهيرة، وقالت لي كريس في وجود بوسي: «إنك تقول إن (أبو الهول) سوف يصب لعنته علينا، وإنني سوف أطلق من جورج بعد ثلاثة أشهر». أضافت: «إنني لا أؤمن بموضوع لعنة الفراعنة أو لعنة (أبو الهول)، وأنا مغرمة جدا بجورج ولن يتم بيننا الطلاق»، وبعد أن سافرا إلى أميركا لم يمر عليهما ثلاثة أشهر إلا وهما منفصلان، وللمرة الثانية تنقلب الدعابة إلى حقيقة مرة.

أما الحادثة الأخرى التي ارتبطت بلعنة الفراعنة، فقد حدثت في نهاية القرن التاسع عشر بعد أن عثر الأثري الفرنسي أوجست مارييت في عام 1871م على تمثالين في غاية الروعة والجمال في جبانة ميدوم للأمير رع حتب وزوجته نفرت، ويعودان إلى عصر الملك «خوفو»، باني الهرم الأكبر، ووجد التمثالين مختبئين بداخل غرفة الدفن خلف التابوت ولا يظهر منهما سوى الرأسين. وقد حكى مارييت أنه أرسل أحد العمال ومعه مصدر إنارة يعمل بالجاز لفتح غرفة الدفن، لكن العامل المسكين ما إن دخل غرفة الدفن زاحفا على ركبتيه وسلط النور داخل الغرفة المظلمة لآلاف السنين إلا وكانت المفاجأة! عيون التمثالين تنظر له كما لو كان بهما حياة!! واعتقد العامل المسكين أنهما عفريتان من الجن وخرّ ميتا من الرعب والفزع.