جهود خفض وفيات السرطان

TT

أصدرت جمعية السرطان الأميركية في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي تقريرها السنوي الجديد عن حال الأمراض السرطانية في الولايات المتحدة ومقارنة تأثيراتها بالأمراض الأخرى. وأشار التقرير إلى أن التقدم في الجهود الطبية ضد السرطان ربما أدى إلى انخفاض بنسبة 22 في المائة في عدد الوفيات بالولايات المتحدة على مدى العقدين الماضيين، وهو ما يُترجم بحفظ حياة نحو 1.5 مليون شخص من المصابين بأحد الأمراض السرطانية. ومع ذلك، يتوقع التقرير السنوي أيضا أنه في غضون السنوات القليلة القادمة، سوف تتفوق مجموعة الأمراض السرطانية على مجموعة أمراض القلب كسبب أول ضمن أسباب الوفيات بين الأميركيين.

وقال الدكتور جمال أحمدين، نائب رئيس جمعية السرطان لأبحاث المراقبة والخدمات الصحية: «لقد كان الانخفاض في معدلات الوفيات من أمراض القلب أكبر بكثير من انخفاض في معدل الوفيات الناجمة عن السرطان. والسرطان هو مجموعة متنوعة من الأمراض تصل إلى 200 نوع، ولذا هي ليست مثل أمراض القلب التي تمثل وحدة واحد من الأمراض مقارنة مع مجموعة متنوعة من الأمراض السرطانية».

ولاحظ التقرير أن في عام 2011 وهي السنة الأخيرة التي تتوافر عنها إحصاءات دقيقة وفق ما ذكره التقرير، أودت أمراض القلب بحياة أكثر من 308 آلاف من الرجال و288 ألفا من النساء في الولايات المتحدة، في حين تسببت الأمراض السرطانية بأكثر من 302 ألف وفاة لدى الرجال ونحو 274 ألف وفاة في أوساط النساء.

ووفق تقدر التقرير، سيكون هناك أكثر من 166 ألف حالة سرطان جديدة وأكثر من 590 ألف وفاة بالسرطان في الولايات المتحدة في عام 2015، أي بعبارة أخرى، نحو 1600 وفاة ناجمة عن السرطان في كل يوم بالولايات المتحدة، وهي أرقام تقارب تأثير وفيات الأوبئة. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام لا تزال تمثل تحسنا كبيرا مقارنة بالماضي، ذلك أن التقرير خلص إلى أن معدلات وفيات السرطان انخفضت من نحو 215 وفاة بين كل 100 ألف شخص في عام 1991 إلى نحو 169 وفاة بين كل 100 ألف في عام 2011.

وقال الدكتور جمال إن إقناع الناس بالإقلاع عن التدخين هو المحرك الرئيسي في الحد من وفيات السرطان، وقد حدث انخفاض في عدد المدخنين بمقدار نحو النصف، وأصبح يمثل الآن أقل من واحد من المدخنين بين كل 5 أشخاص في الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، انخفضت معدلات وفيات سرطان الرئة بنسبة 36 في المائة فيما بين عامي 1990 و2011 بين الذكور، و11 في المائة فيما بين عامي 2002 و2011 بين الإناث. وأضاف أن إجراء الفحوصات المبكرة له أيضا تأثير كبير على الحرب ضد السرطان، عبر زيادة استخدام أدوات الكشف المبكر مثل التصوير الشعاعي للثدي، وتنظير القولون وفحوصات سلامة عنق الرحم.

ولاحظ التقرير كذلك أن مكاسب الرجال من جهود مكافحة السرطان تجاوزت شيئا قليلا ما حصل بالنسبة للنساء. وتحديدا، فيما بين عامي 2007 و2011، كان متوسط الانخفاض السنوي في معدلات الوفاة بالسرطان أكبر لدى الرجال بنسبة 1.8 في المائة، مقارنة بما حصل لدى النساء بنسبة 1.4 في المائة. كما لاحظ التقرير أنه خلال العقدين الماضيين، انخفضت الوفيات الناجمة عن سرطان القولون والبروستاتا بمقدار نحو النصف، وانخفضت وفيات سرطان الثدي بمقدار نحو الثلث. وبالمقابل، وجد التقرير أن إصابات بعض أنواع السرطان في ازدياد، منها على سبيل المثال زيادة حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في المتوسط بنسبة نحو 5 في المائة سنويا فيما بين عامي 2007 و2011، كما زادت حالات سرطان الكبد أكثر من 3 في المائة في الفترة نفسها. وعلل الدكتور جمال الزيادة في حالات سرطان الكبد إلى حد كبير بسبب عدوى التهاب الكبد الوبائي من نوع سي، وذلك أساسا من خلال استخدام المخدرات عن طريق الحقن وتبادل الإبر في أعوام الستينات والسبعينات والثمانينات.

* استشاري باطنية وقلب

مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

[email protected]