شوارب

TT

مع أن الشوارب هي آخر معاقل الرجولة اليوم إلا أنها أصبحت في خطر محدق.

فحسب آخر التقارير العربية، فإن آخر ما يفكر فيه العربي هو الاعتزاز بشنبه. بينما لا تفكر النساء في «الشنب الذي يقف عليه الصقر»، ولا صرن يرغبن في الرجال مفتولي الشوارب والعضلات كما كنَّ في الماضي.

وبالعكس، فالشنب صار في نظر الكثير من نساء بعض الدول العربية رمزا للتخلف والعصبية ورمزا للرجل الصعيدي المتعصب الذي يظهر في الأفلام وهو يقتل انتقاما لشرفه. وأحيانا صار الشنب مجرد رمز للمجرمين ورجال العصابات «وقتالين القُتلى»!

وباستثناء منطقة الخليج فإن الشنب يعاني من أفول زعامة الرجولة وانهيار البطولات والعنتريات القديمة والجديدة التي طالما تغنى بها الرجل على المرأة المسكينة!

وفي نفس الوقت الذي ترد فيه تقارير عن انهيار قلعة الشنب حاول شاب مصري منذ سنوات دخول التاريخ من أوسع أبوابه والدخول إلى موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية لامتلاكه شنبا يقف عليه مجموعة صقور وطيور أيضا!

وقبل الصقور اعتنى «فتحي شنب» كثيرا بشنبه وأطاله، ثم قام بتأسيس رابطة الشوارب المصرية انضم إليها حتى الآن الكثير من أصحاب الشوارب في مصر والبلدان العربية. أما أهم شروط الانضمام للجمعية فهي منع غير الجادين من الإساءة للأعضاء الكبار، فلا بد أن يكون العضو ذا شارب عملاق يلفت النظر، وأن يمتلك صدرا رحبا لأنه سوف يواجه تعليقات ونظرات السخرية من الناس، كما يجب أن يكون ذا شخصية قوية حتى لا يخضع للظروف ويحلق شاربه، وأن يكون كريما وسخيا في الإنفاق على شنبه حتى لا يفقد بريقه وقوته!

واعترف فتحي شنب، بشنبه الخطير، وأقر بأنه يقوم بمجموعة طقوس من أجل أن يكون شنبه في غاية الجمال والقوة. وكان يقول مثلا عن الطقوس اليومية للعناية بالشنب: البداية تكون في المساء بحمام ماء ساخن بالصابون، ثم يدلك الشارب بالزيت لمدة ربع ساعة، بعدها يبدأ حمام الشامبو ثم التدليك بالبلسم المغذي للشعر، ويغسل الشارب ويدهن بزيت آخر لمدة ربع ساعة، ثم يغسل جيدا مع الصابون. ومع أذان الفجر يبدأ البرنامج الثاني، حيث يتم دهان الشارب بالزيت، ثم يغسل بماء ساخن ويتم فرده بالسشوار الساخن ويرش بالإسبراي ويدعم بالجل المثبت، ويخفف حتى يأخذ الشكل المطلوب، وتتكرر هذه الخطوات ثلاث مرات يوميا.

شخصيا كنت أود أن أنضم لرابطة الشوارب، وأن أهتم بشنبي، وأن أحترم كل شروط الرابطة المحترمة لولا أنني وجدت أن العناية بالشنب اليومية بالصورة السابقة كما رواها رئيس الرابطة تجعل الواحد منا يفكر في أن يحلق شنبه بدلا من الاعتناء به، وأن يقول لشنبه وداعا!