إنذار باراك اليائس

TT

ينتهي في وقت ما اليوم الانذار الذي وجهه ايهود باراك الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وكان باراك قد طالب عرفات باستعادة الهدوء في الاراضي المحتلة، وهي مهمة فشل الجيش الاسرائيلي في اتمامها بعد اسبوع من المواجهات التي ادت الى مقتل اكثر من 80 فلسطينيا وآلاف من الجرحى.

ولا بد ان باراك يشعر باليأس لتوجيه انذار بمثل هذه الغرابة. فلا يمكن ان يصدق دعايته ان الانتفاضة الجديدة ليست الا مجرد عرض نظمه عرفات.

لقد بدأت الانتفاضة الجديدة لان عرفات وسياسته بالتفاوض مع حكومات اسرائيلية عنيدة، قد وصلت الى طريق مسدود. ان ما يحدث في فلسطين المحتلة هو اكبر من باراك وعرفات واكبر ايضا من اوسلو وكامب ديفيد.

ان عمل باراك وعرفات معا يمكن ان يهدئ الموقف. ولكن ذلك يتطلب تحركات شجاعة من الرجلين.

فيجب على عرفات وقف سياسته الخاصة بإيضاح كل شيء مع اسرائيل اولا. ويلزم نفسه بإعلان مبكر للدولة المستقلة. ان الفلسطينيين في حاجة الى دولة خاصة بهم تمثلهم في المرحلة القادمة، سواء في الحرب او السلام، لما يمكن ان يكون حل عقدة 50 سنة من الصراع.

وبالنسبة لباراك عليه ان يعلن الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من المناطق المفروض خضوعها للسلطة الفلسطينية طبقا لاتفاقيات اوسلو. لقد سالت الدماء بسبب الوجود العسكري الاسرائيلي وحقيقة ان القوات غير المدربة على السيطرة على الجماهير تطلق النار على المدنيين العزل.

لا يوجد في التشريعات الاسرائيلية ما يمنع المظاهرات السلمية. لذا فليس هناك مبرر لعدم قدرة الشعب الفلسطيني على التعبير عن غضبه لسنوات طويلة من القهر كما فعل الصرب في بلغراد في الاسبوع الماضي، وكما فعل العديد من الامم عبر التاريخ.

ويجب على باراك معرفة ان الارتماء في احضان ارييل شارون للعثور على حل مشاكل تسبب فيها جبنه وافتقاده للرؤية.

ومن المهم على الفلسطينيين السيطرة على اعصابهم والا يستفزوا نحو تحركات يمكن ان تضر بالتعاطف الدولي الذي حصلت عليه قضيتهم.

يجب استمرار الانتفاضة كحركة سلمية للدفاع الذاتي لشعب يسعى للاستقلال والسيادة القومية. ومن الخطأ تقديم الحجة لاسرائيل لتحويل الموقف الحالي الى حرب شاملة، ستكون اسرائيل صاحبة اليد الطولى فيها، على الاقل على المدى القصير.

كما لا يجب تقديم الحجة لاسرائيل لفتح جبهات جديدة ضد لبنان وسورية كوسيلة لابعاد الانظار عن قضية فلسطين. ان الايام القليلة القادمة ذات اهمية قصوى. ان الفلسطينيين واصدقاءهم في حاجة لتقدير جيد وعزيمة قوية اكثر من اي وقت مضى.