الكلام لا يكفي

TT

على البريد الاليكتروني كتب الاخ فهد العتيبي رسالة قصيرة بعنوان الى متى نصبر، ونتألم، ويستحسن ان نقرأها جميعا ففيها الكثير مما يجول بخواطرنا.

الاخ الدكتور اللاذقاني مقالتك عن الشهيد محمد الدرة جعلتني اشكر الله بانه لا تزال هنالك ضمائر تحس وتتألم. لقد شاهدت الكثير من المشاهد الدامية لاخواننا المسلمين والعرب لكن لم اشاهد افظع من مشاهد محمد الدرة وهو يقتل امام انظار العالم، ولاول مرة احس وكأنني مسؤول عنه، ويعلم الله انني ما زلت ابكي ويتقطع جوفي كلما قرأت عنه او شاهدت صورته، كل هذا يحدث ونحن نأكل ونتنعم ونتصفح الانترنت. اسأل الله القدير ان يصبر اهله وان ينتقم من ذلك الصهيوني الذي قتل طفلا اعزل واسمح لي بان اقول لك بان المقالات وحدها لا تكفي.

نعم وصدقت، فالمقالات وحدها لا تكفي، والتوجع لا يكفي، والانبهار والتصفيق لا يكفيان ولا بد ان نفكر جميعا وبالصوت العالي بما يمكن فعله للحفاظ على جذوة هذا الغضب المقدس الذي انحبس طويلا في الصدور، وما كانت الصهيونية وحدها السبب في دفنه وكبته.

ايام ثورة الجزائر كنا نفعل ما هو اكثر من التصفيق والكتابة والتأييد الشفهي، وكنا نسارع الى جمع التبرعات، وارسال الاسلحة للمقاتلين، وكان في سورية آنذاك طقوس نبيلة اسمها «معونة الشتاء» تجعلنا نحس باننا لا نستحق الدفء والشبع واخوة لنا يجوعون ويرتجفون بردا في جبال الاوراس.

الحكومات وحدها لا تستطيع ان تفعل كل شيء، فلماذا لا تقوم في كل قرية عربية وكل حي في المدن العربية لجنة دائمة للنظر في مساعدة الانتفاضة وكيفية تلبية احتياجات اسر الذين يتعرضون بصدورهم للدبابات والمدافع...

مجرد اقتراح يحتاج الى البلورة، والى التنفيذ الفوري ان وجد في الشارع العربي قبولا، فنحن نفتقر الى التنظيم في ساعات الحماس، ومن شأن هذا التنظيم إن حصل ان يخلق آليات تساعد الانتفاضة الام، وتخلق انتفاضة في التفكير داخل كل قرية عربية.