ليت باراك يفعلها

TT

ليت باراك يفعلها، ويلغي اتفاقيات السلام مع السلطة الفلسطينية، فهذه الاتفاقيات اصبحت بدون لون أو طعم او رائحة، بعد ان دخل الاسرائيليون وادخلوا الناس معهم في نفق مظلم بسبب جرائم القتل بدم بارد التي مارسوها خلال الايام الماضية.

هناك سلام على الورق، واجتماعات وقمم سلام بدون مضمون، وهناك امور تم الاتفاق عليها بين الاسرائيليين والفلسطينيين وهي أمور مجحفة بحق الفلسطينيين ومع ذلك لم يلتزم الاسرائيليون بتنفيذها.

الانتفاضة الحالية فعلت فعلها واعادت تشكيل الخريطة السياسية، واصبحت اتفاقيات السلام بعد هذه الانتفاضة اقل من المطلوب، بل اصبحت عبئا على عملية السلام نفسها، وما يحدث في العواصم العربية وما حدث في جنوب لبنان هو عملية نهوض سيدفع الاسرائيليون ثمنا غاليا لها. وسيتأكد لهم ان استفزازات شارون، والقتل الجماعي الذي تقوم به حكومة باراك هي القاء المزيد من الزيت على نار مشتعلة عنوانها الاحباط والبطالة وغياب الامل بين الفلسطينيين من عملية السلام.

مشكلة الاسرائيليين انهم يعتقدون ان القوة وحدها تكفي، ومشكلتهم هي انهم يعتقدون ان التفوق العسكري الاسرائيلي على العرب بسبب الدعم الاميركي غير المحدود هو عنوان التفوق وهذا خطأ اثبتته تجربة المقاومة اللبنانية، وستثبته الانتفاضة والمواقف العربية الداعمة لها.

حتى الولايات المتحدة وفي ظروف انتخابية حساسة ودقيقة غابت عن التصويت في مجلس الامن ولم تستخدم الفيتو ضد مشروع القرار الذي يدين اسرائيل بشكل واضح، وهي اشارة الى ان استخدام الاسرائيليين لنظرية القتل والدمار هو استخدام سيدفع الجميع نتائجه، وحتى اميركا لم تستطع ان تكون ضد الدول الاربع عشرة الاخرى التي ايدت القرار، ولا ضد الرأي العام العالمي الذي يدين اسرائيل، ويرى في سياسة القتل والتنكيل جرائم ليست بعيدة عن سياسة المانيا الهتلرية.

اذا استمرت الانتفاضة لايام قادمة قد لا تكون كثيرة، فان هذا يعني تغييرا في موازين القوى وسيعني ان دماء الشهداء لم تذهب هدرا.