تحالف متهور

TT

مع ازدياد التوتر في نزاع كشمير، من المفاجئ ان تقرر الهند صب بعض الزيت على النار بتفاوضها حول «شراكة عسكرية» مع اسرائيل.

يجب ان تكون زيارة وزير الخارجية الاسرائيلي، شيمعون بيريس، الى الهند مثار مخاوف لكل الذين يقيمون وزنا لقضية السلام في المنطقة.

احتمالات ان تصبح اسرائيل والهند حليفتين في الجانب العسكري يجب ان تؤخذ الآن بكل جدية. فقد صرح كل من بيريس ووزير الدفاع الهندي، جورج فيرنانديز، بأن تل ابيب ونيودلهي «حليفتان في الحرب ضد الارهاب». وطبقا لوجهة نظر بيريس التي ادلى بها خلال زيارته الاخيرة للهند، فإن العالم ينقسم الى معسكرين يتمثلان في الدول التي تحارب الارهاب وتلك التي تسانده. كما وضع بيريس اسرائيل والهند وتركيا كدول اعضاء في المعسكر الذي يحارب الارهاب مما يعني ضمنا ان دولا اخرى في شبه الجزيرة ومنطقة الشرق الاوسط تساند الارهاب. والسؤال هنا هو: هل ثمة ما يدعو لجر الهند، التي تواجه مشكلة مع الدول الاسلامية بسبب كشمير، الى النزاع العربي ـ الاسرائيلي ايضا؟

يمكن النظر الى زيارة بيريس كونها مؤشرا على تخلي اسرائيل عن أي تفكير في إحياء عملية السلام في الشرق الاوسط واتجاهها صوب استراتيجية تدعو للحرب. وفي اطار هذه الاستراتيجية ينظر لكل الدول الاسلامية بوصفها عدوا فيما تعتبر دول مثل الهند وتركيا وروسيا وحتى الصين حليفة لاسرائيل. محاولة اسرائيل حشد حلفاء اقليميين تحضيرا للحرب قضية مثيرة للمخاوف اذا اخذنا في الاعتبار ان كلا من اسرائيل والهند قوة نووية. رغم كل ذلك، فإن الاستراتيجية الاسرائيلية ستنتهي بالفشل، فاسرائيل لها دول حليفة قوية خصوصا الولايات المتحدة لكنها رغم ذلك لا تتمتع بالامن في الوقت الراهن مقارنة بما كان عليه الحال قبل عام. النزوع نحو خيار الحرب لا يؤدي إلا الى تعميق الاحساس بعدم الامن بالنسبة لاسرائيل باقدامها على ايجاد عالم جديد يعج بالاعداء. فرصة اسرائيل الوحيدة بالبقاء على المدى الطويل كدولة يهودية تكمن في مقدرتها على التوصل الى سلام مع الجانب الفلسطيني وان تتصرف على نحو يجعلها مقبولة من جيرانها المسلمين. اما بالنسبة للهند، التي تضم ثاني اكبر تعداد للمسلمين في العالم، فإن تحالفها العسكري مع اسرائيل يعتبر استفزازا متهورا من الممكن ان يضر بمصالحها القومية البعيدة المدى على حساب مكاسب مشبوهة قصيرة المدى. يجب على الهند ان تتجنب الدخول في هذا التحالف العسكري الذي يحمل بذور الفشل والهزيمة داخله.