زواج الأربع ليس تطرفا!

TT

اتصل بي من أثق في حكمته، ونزاهة قصده، وعلمه بصحيح الدين، ليصحح لي بعض ما ورد في كلمتي عن مسلسل «الحاج متولي» وما جره من أزمات، وتفسيرات على مختلف المستويات.

وقال لي الحكيم العالم ان الصاق كلمة التطرف على رخصة من رخص الدين والشريعة السمحاء فيه إجحاف بالدين والشريعة معا.. فالنص القرآني أباح للمسلم ان يتزوج مثنى وثلاث ورباع ما دام يحقق شرط العدل بين زوجاته.. والحديث الشريف يقول: ان الله يحب ان تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه.

والزواج من أربع رخصة من رخص الدين، فمن استطاع ان يتزوج من أربع نساء بشرط العدل بينهن لا يكون قد تجاوز في استخدام هذه الرخصة!! وكنت قد توسعت في التفسير أو شططت فيه، واعتبرت ان زيجات الحاج «متولي» هي نوع من التطرف في استخدام النص، وان التطرف قد يقود الى الارهاب.. الى آخر ما قلت في مقالي.

ولا شك ان من حدثني أدرى مني في شؤون الدين، وان كنت قد كتبت تحت إحساسي، وفهمي بأن «متولي» هذا تزوج لاعتبارات انتهازية، ليرث المكانة مرة، والجاه مرة.. والمال مرات.. وانه لم يتزوج لإكمال دينه.. او خوفا من السقوط في الرذيلة.. او انقاذا لمن تزوج لظروف تمر بها.. ولا حتى لمجرد المتعة.

كما انني اظن ان الرجل ـ اي رجل ـ مهما كانت حكمته، وصبره، ونزاهته، من الصعب اذا لم يكن من المستحيل، ان يعدل بين زوجتين.. قال تعالى.. «فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم».. وقال تعالى: «ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم».. فما بال العدل بين أربع نساء؟! ان الله سبحانه وتعالى أدرى بخلقه.. والتشريع جاء لحكمة قد تخفى علينا، وليس للعبد إلا طاعة خالقه.

ان مسلسل «عائلة الحاج متولي».. قد أثار من الزوابع والتوابع الكثير من النقاش بين مؤيد ومعارض.. فاذا كان له حسنة بالنسبة لي فلأنه أتاح لي رؤية اشمل، ومعنى أعمق للتشريع السماوي.. واني لأشكر الأخ الكريم الذي تفضل بالايضاح والتصحيح.. ولكل مجتهد نصيب.