حدقوا جيدا... أيها الناس

TT

كلما نشرت صور جديدة للمتورطين في تنظيم القاعدة من شباب في عمر الزهور شعر القلب بالانقباض، والروح بحزن شديد.

كيف استطاع الفكر الخارج عن الاسلام السمح، والشريعة التي ترفض العنف، وتطالب المسلم بأن يرحم قطة ضعيفة، كيف استطاع هذا الفكر ان يغسل عقول شباب جميل، فتركوا دفء بيوتهم، وخرجوا الى المجهول معتقدين انهم يحاربون في سبيل الله ونبيهم يقول «اذا تقابل المسلمان بالسيف فالقاتل والمقتول في النار»، واضاعوا بوصلتهم وخلطوا بين القدس التي تصرخ وبين تورا بورا التي يتحصن بها ارهابيون محترفون ارتكبوا الكبائر وعاثوا في ارض الله فسادا.

اشعر بالحزن على هؤلاء الشباب، واشعر بالوحشة وانا اتذكر امهاتهم واباءهم وابناءهم وزوجاتهم الذين يعانون مرارة الفراق، ومرارة المجهول وربما مرارة الفقدان.

من المسؤول؟ بل اقول من يدعي منا البراءة عن مصير هؤلاء؟ وما هي مسؤولية المؤسسات الدينية والتربوية، استاذ المدرسة، وامام المسجد، وكيف تركنا هؤلاء الشباب ضحايا للمحرضين يطلبون منهم الذهاب الى الجهاد في غير موقع الجهاد، بينما يعيش هؤلاء المحرضون بسلام وامن.

كلما نظرت في وجوه هؤلاء الشباب عبر صفحات الصحف، او شاشة التلفزيون، احاول ان اتجنب التحديق في تلك الوجوه حزنا، عليهم وعلى اهلهم وعلى قراهم واحيائهم، بل حزنا على نفسي وانا ارى ابناء جلدتي يذهبون الى الموت والتشريد ضحايا لفكر اهوج متطرف، لا يقيم لدماء الناس وزنا، ولا لكتاب الله موقعا، ولا لمفهوم المحبة والالفة والدعوة الى الله بالموعظة الحسنة مكانا.

لا يدعي احد منا البراءة، فالذي يتردد عن قول الحق بلسانه او بقلمه، واولئك الساكتون عن الحق كالشياطين الخرس، والذين لا يريدون ان يغضبوا احدا بقول الحقيقة حماية للأمة واستقرارها ولشبابها الواعد الذي وقع ضحية الارهاب، كلهم يتحملون المسؤولية. حان وقت المصارحة، فلا نريد ضحايا جددا من شبابنا الجميل، ولا نريد مزيدا من الدموع في عيون الامهات، ولا الانكسار على وجوه الاباء والحزن على وجوه الأطفال.

لنرفع اصواتنا دون خوف، بان هذا دين المحبة. ولنعلن براءتنا من الارهاب والتطرف والقتل من اجل ان نعيد للانسان اعتباره، وللأرض اطمئنانها، وللنفوس عزها الجميل.. ايها الناس لا نريد ضحايا جدداً.. نرجوكم!