إعجاب يعجبني ولا يعجبني

TT

كلفت قبل اسابيع بكتابة مقالة للصحافة الأميركية عن اللاعنف كوسيلة لاحلال السلام والاستقرار والعدالة في الشرق الأوسط. ترجمت المقالة فيما بعد ونشرت في الصحافة العربية والعبرية. ويظهر انه كان لها صدى غير قليل بين بعض الجمهور، ولا سيما بين العاملين في هذا الميدان. شعرت بذلك بعد ان تسلمت خمس رسائل من منظمات مختلفة. اعربوا فيها عن اعجابهم بمقالتي ثم طالبوني بأن اتبرع لهم بشيء من فلوسي. هذه تجارة بائسة. اتسلم مائتي دولار على مقالة ثم يقتضي علي ان أمول خمس منظمات. يا جماعة حتى لو قسمت كامل المبلغ عليكم لما كانت حصة كل واحد منكم اكثر من اربعين دولارا. وأقعد انا جوعان وعريان. هذا اعجاب لا يعجبني.

بيد ان الأخ مؤيد عبد الستار كتب لي من مالمو في السويد يعرب عن اعجابه شعراً. وكان شعراً ينباس وينحط عالراس. وطالما لم يوجد بين الشعراء من يطبل لي فلأطبل لنفسي بنشر ما كتبه لي الأخ مؤيد جزاه الله خيراً.

أترك طريق الشين واسمع رأي القشطيني وقل له موافق ما دام في لندين فهي مصغر لندن فيها حرائر عين إقرأ وخذ اشعارا كالمثل المبين تغنيك عن فقيه لا يلتزم بالدين فكاهة في ثوب من عسجد ثمين فهو وان تضاحك كالطائر الشاهين يهجوك في طريفة كالخنجر المسنون فالويل لك يا صاحب ان لم تف بالدين وتدفع العطايا نقدا وشعرا زين وهذا اعجاب يعجبني، شريطة ان يكون صادقاً واصيلاً ولم يسرقه مؤيد عبد الستار من الرصافي أو أحمد شوقي أو ابي العلاء المعري، فحسب ما قرأته وسمعته من الأخ د. رشيد الخيون أصبح ميدان الادب والفكر العربي جزيرة وما لها والٍ. يسرقون من بعضهم البعض اكثر مما أصبح المسؤولون يسرقون من وزارات وشركات بعضهم البعض. وهذا على ما يظهر هو سر الجدب الراهن في الفكر العربي. فحالما يبدع أحدهم بشيء يأتي آخر ويسرقه منه. فأصبحوا يهتدون بالقول المأثور، «المفلس في القافلة أمين».