رؤساء وأدباء!

TT

برحيل ليبولد سنجور.. يسدل الستار على آخر شاعر كان رئيسا للجمهورية.. كما يسدل الستار على آخر رئيس للجمهورية في العالم الثالث يقدم استقالته من رئاسة الجمهورية ليتفرغ للكتابة.

ولم يكن سنجور (الرئيس السنغالي) شاعرا قليل الاهمية بل انه من اهم شعراء افريقيا، ومن ابرز شعراء اللغة الفرنسية.

ووصول شاعر او كاتب الى مقعد الرئاسة مسألة صعبة.. فكيف لرجل يهيم في عالم الاخيلة والرؤى ان يدخل غابة السياسة وان ينتصر ويجلس على كرسي الرئاسة.. لهذا فإن سنجور فلتة.. كما ان فاكلاف هافيل الكاتب المسرحي فلتة اخرى وهو يجلس الآن على مقعد الرئيس في جمهورية تشيكيا.. وهو ايضا كاتب ممتاز وقد قرأت له مسرحية واحدة في السبعينات.

ثم يأتي الدور على العرب.. فالرئيس معمر القذافي كتب مجموعتين من القصص القصيرة لم تتح لي الظروف للاطلاع عليهما.. كما انهما لم تحظيا بمتابعة من النقاد حتى نتمكن من الحديث عنهما. حتى العقيد نفسه رفض الحديث عنهما.

ويخرج علينا تلفزيون العراق بخبر هام هو توقع صدور الرواية الثانية للزعيم العراقي بعنوان «القلعة الحصينة» وذلك بعد روايته الاولى «زبيبة والملك».. وقال التلفزيون العراقي ان ارباح رواية «القلعة الحصينة» سوف توزع على الفقراء والايتام والجمعيات الخيرية.. فالزعيم العراقي اذن يتوقع ان توزع روايته ملايين النسخ حتى تحقق ارباحا توزع على كل هذا العدد من المحتاجين.. ولو سألت نجيب محفوظ عن ارباح رواياته كلها فتأكد انه سيقول لك انه لم يكسب منها ما يغطي نفقاته الشخصية.. ولهذا السبب ظل عميد الرواية العربية محتفظا بوظيفته في وزارة الاوقاف ثم وزارة الثقافة حتى احالته على المعاش.. ولولا جائزة «نوبل» لظل محفوظ ينتظر المعاش اول الشهر على احر من الجمر.. ولعل ثقة الرئيس العراقي بأرباح روايته تعود الى التوزيع الاجباري على المصالح والمؤسسات والوزارات!! ثم يبقى سؤال.. لماذا لم يهبط ملاك الابداع على الرئيس صدام الا بعد الوصول الى الكرسي العالي؟.

مجرد سؤال.