غرفة المرايا!

TT

اصبحت الغرفة التجارية والصناعية في جدة مثل غرفة المرايا لا يرى فيها الاعضاء الا انفسهم ولعلها من المرايا المحدبة حيث يتضاعف حجم الشخص حتى يظن نفسه «طرزان» او «سوبر مان».

والحال ان غرفة المرايا هذه لا تقوم بالمهمات او الانشطة المفروض انها انشئت من اجلها، وبفقدها القدرة على اداء هذه المهمات فقدت مبررات انشائها، ولعل هذا ما حدا بأعضاء الغرفة (الناخبين) بان ينصرفوا عن الانتخابات حتى لم يحضر عملية التصويت الاخيرة الا نسبة متدنية لا تتجاوز من 5 الى 8 في المائة من عدد الاعضاء اصحاب الحق في التصويت.

وقد كتب الكثيرون من المهتمين بدور الغرفة ينبهون الى السلبيات التي تحجم دور الغرفة وتقصره على اقامة الحفلات، وحتى هذه الحفلات لا يحضرها سوى 30 شخصا فقط يتكررون في كل مناسبة سواء ندوات او استقبالات او بالطبع سفريات. وكأنهم ابطال مسلسل من المسلسلات المعادة والمكررة.

وقد عدد الاستاد محمد عبد الله الخريجي في مقال له نشرته «البلاد» في ديسمبر الماضي، كما عدد كتاب ورجال اعمال اخرون اسباب الشلل الذي اصاب مفاصل الغرفة.. ومنها اعتبار كراسي الغرفة ميراثا او حقا مكتسبا.. ومنها ان اهمية الكرسي تتحدد بقيمة ما يقوم به الجالس عليه.. فليس الجلوس فقط هو وظيفة صاحب الكرسي، ومنها ان اعضاء مجلس الادارة يديرون الغرفة بالتلفون ولا يحضرون اجتماعات مجلس الادارة.. فهي اذن غرفة تليفونات وليست غرفة تجارة وصناعة، ومنها ان اعضاء الغرفة يعتبرون كل نقد يوجه الى اعمال الغرفة هو نقد تجريبي وليس نقدا توجيهيا.. انه لا يتم بغرض المصلحة العامة ولكن لاسباب شخصية. وقد سألت نفسي وانا انتهي من هذه السطور ان كانت عندي اسباب شخصية او مصلحية لكتابتها فلم اجد. ولعل احد اعضاء الغرفة الموقرين يدلني عليها.

همس الكلام:

«العالم يكره التغيير. ولكن التغيير وحده يصنع التقدم».