مؤتمر للجادّين فقط

TT

معادلة الشلل في الساحة العربية تجاه التردي العام في أحوال الامة هي معادلة طريق مسدود لا أمل ولا ضوء في نهايته.

اغلبية القادة واصحاب القرار يكتفون بنقد الاخرين: اميركا واسرائيل، واغلبية الشعوب تنتقد الحكومات والقادة، ولا احد يطرح السؤال الكبير: من يعلق الجرس؟

المجتمع المدني العربي ومؤسساته في وضع اسوأ من وضع القادة والحكومات ومتخذي القرار، فالكل يتفرج ويكتفي بنقد الحكومات، ولكن قلة قليلة مستعدة لان «توسخ» يدها في عمل مفيد.

اكبر مآسينا هو استمرار التردي والاذلال في الاراضي المحتلة، والحكومات تلوم اميركا واسرائيل، فما الذي فعلته مؤسسات المجتمع المدني العربي غير البكاء على اللبن المسكوب والانضمام الى حفلات شتيمة الاخر ـ المتآمر والاكتفاء بحفلة التفرج على الاوضاع.

الا تستطيع جمعيات ونقابات المعلمين والاطباء، والصيادلة والمهندسين والحقوقيين وغيرها ان تفعل شيئا منظما لدعم المحتاجين ومساعدة الصامدين وأسر الشهداء، والعاطلين عن العمل في الاراضي المحتلة، ألا تستطيع كل هذه الاحزاب والمنظمات العربية، وغرف التجارة والجمعيات الخيرية ان توحد جهودها، وان تدعو الى مؤتمر شعبي، لا يتحدث فيه احد في السياسة، ولا يزايد فيه احد على الآخر، ولا يردد فيه احد مقولات اتفقنا عليها ولم تعد محل خلاف وهي ان اسرائيل ظالمة، وان للفلسطينيين حقا في الاستقلال، ويكتفي المؤتمرون باقامة الصناديق الخيرية، وجمع الادوية، وانشاء مؤسسة تعنى بأسر الشهداء والمعتقلين، وتقدم العون في مجال الطعام والدواء والتعليم، ويعرف كل واحد منا دوره في هذه العملية التي ستدعم الانتفاضة وتحرج اسرائيل، بدلا من مؤتمرات الخطب الرنانة، وصراع الديكة في الفضائيات، واصدار البيانات والشجب والادانة.

ليتنا نعقد مؤتمرا يكون شعاره «ممنوع دخول السياسيين» ويضم العاملين في مجال العمل الاجتماعي والتطوعي، وممثلي مؤسسات المجتمع المدني، ورجال الاعمال ويكون هدفه الاول والاخير دعم صمود الانتفاضة ووضع آليات ثابتة لهذا الدعم والحصول على التمويل اللازم ولا يسمح بدخوله سوى للجادين.

قد يقول قائل.. انها مهمة مستحيلة.. ونقول هل جربنا وفشلنا؟ لا اظن!!