غرفة جدة .. أين تذهب الفلوس؟

TT

فتحت لي رسالة الصديق الكريم رجل الاعمال المعروف الشيخ عبد العزيز عبد الله السليمان باباً واسعاً عما يدور خلف الجدران العالية في الغرفة التجارية بجدة، وقد ناقشت بعض سطورها امس، واستأنف اليوم مناقشة الباقي.

يقول سعادته: ان جهود الغرفة حملت اسم المملكة عالياً، وعالمياً، ويكفيها مثلاً نجاح منتدى «جدة» الأخير، وما لقيه من اقبال دولي مشهود. وأود ان اقول للصديق الكريم ان حديثه عن دور الغرفة في الخارج هو هروب الى الأمام، او هو فرار من تعب الداخل الى متع الخارج، كما ان هذا ليس دورها الذي ينحصر في خدمة اعضائها الذين يدفعون الاشتراكات، اما الخارج فهي ليست وزارة الخارجية، وهناك ادارة اقتصادية بوزارة الخارجية، وهي ليست وزارة التجارة، ولوزارة التجارة ملحق تجاري بكل سفارة، وهناك اكثر من جهة مسؤولة عن هذا الخارج، الذي هو بالتأكيد ليس مهمة غرفة تجارة جدة، الا اذا كانت رحلات كبار الغرفة بالطائرات، وفي مقاعد الدرجة الاولى، والنزول في فنادق العشر نجوم، والتمتع بمباهج الحياة خارج الحدود، الا اذا كان هذا النشاط يرفع اسم الوطن عالياً وعالمياً كما يقول! ويقودني هذا الى الحديث عن ميزانية الغرفة، وهو بالمناسبة حديث صغار التجار الذين تنحصر علاقتهم بالغرفة في دفع الفلوس. فأنا لم اسمع قط ان الغرفة نشرت ميزانيتها منذ انشئت، ولا اعرف ان كانت ثمة جهة مستقلة تحاسب الغرفة على نفقاتها التي تشمل المرتبات الضخمة لموظفين يعملون في خارجها، وتشمل ايضاً شراء معدات وأدوات مكتبية، وسيارات لغيرها.

واقامة الحفلات بمناسبة وبدون مناسبة، وغير ذلك مما اعرف وما لا اعرف.

ان من حق دافعي الاشتراكات، من حق الذين يدفعون، ان يعرفوا اين تذهب فلوسهم، وهل تنفق حقاً لخدمتهم!! أم ان عليهم ان يدفعوا، ويسكتوا، والسكوت علامة الرضا كما هو حادث الآن، والحقيقة انهم ساكتون لأن لا حيلة لهم، وليس لأنهم قانعون، ومبسوطون، ونستكمل حديثنا غداً باذن الله.