بابا.. في الزمن الصعب

TT

«رفض المسيحيون (الأقباط) على مر العصور مبدأ حماية الأقليات» ـ البطريرك شنودة الثالث كان وما يزال عبقري الاستراتيجية الأول لولا عمرو بن العاص لما اكتمل تعريب الوطن الكبير ولبقي العرب والاسلام في الصحراء ألح عمرو على عمر فسمح له بتعريب فلسطين ومصر وشمال افريقيا اكتشف عمرو في مصر عبقرية المكان والزمان تعرب المصريون وتأسلموا فغدوا قلب العروبة الثقافية وباتوا منارة السماحة الدينية وتركوا بينهم اقلية قبطية إن ظُلموا ظُلمت معهم إن ناضلوا ناضلت معهم إن تحرروا تحررت معهم

* شرع محمد علي في بناء مصر حديثة فاستعاد الاقباط الشعور بالمواطنة قطع الاستعمار الحلم المصري فثار الأقباط مع سعد زغلول وناضلوا مع الوفد من اجل الديمقراطية نادى مكرم عبيد بعروبة الأقباط وقبلوا من ناصر استعادة عروبة مصر وتقبلوا تأميم باشوات الاقطاع واستفادوا من تعميم التعلم وتوزيع الأرض وتاجروا وكسبوا من انفتاح السادات

* العرب مجتمعات هشة مصر كتلة بشرية منسجمة مجتمع حضاري عمره سبعة آلاف سنة لا الاسلام ألغى تعايشه لا المسيحية قاطعت إسلامه لا الاستعمار ولا الكامب حجبا عروبته لا التخلف محا نضجه لا الفقر غيب رقته وتفاؤله

* العرب في الزمن الوغد:

انكسار في المواجهة جمود في السلطة تعصب في العقيدة يبقى الأقباط على العهد:

لا.. للطائفية السياسية لا.. للحماية الأجنبية لكن، نعم، للحقوق في الدولة الحديثة:

إن طلبوا المساواة في المواطنة رشح الإخوان قبطيا في الانتخابات وطالبوهم بدفع الجزية إن طلب الأقباط حماية الدولة طلب الإخوان طردهم من الجيش والشرطة إن حلم الأقباط بالمشاركة في الإدارة والسياسة كفرتهم واضطهدتهم منظمات «الأفغنة»

* يختصر البابا شنودة الإشكالية القبطية بطريرك الكنيسة الارثوذكسية المصرية وضابط احتياط في القوات المسلحة جاء مع السادات اعترض على تسييسه الدين فاتهمه السادات بالاشتغال في السياسة ذبح الأصوليون وزيرا سابقا للأوقاف فدمغ السادات البطريرك بالفتنة عارض البطريرك صلح الكامب فنفاه السادات الى دير في الصحراء

* بطريرك من قدماء المصريين لكن ما زال يتعلم من تجارب العمر رد مبارك إليه الاعتبار فاعترض الشيخ عمر عبد الرحمن حاور البطريرك الأصوليين فاتهموا رعيته بالتجسس لحساب الشرطة كف عن الكلام في السياسة فاتهمه الأقباط بالتفريط بالطائفة رفض التطبيع مع اسرائيل فصافح شيخ الأزهر الحاخامات بطريرك يطل على الثمانين في الزمن الصعب هادن الدولة وصالح الدنيا وينتظر سلام الآخرة