في امكانك ان تصبح كاتبا مبدعا بمبلغ 40 جنيهاً استرلينياً فقط.. وبدلا من وجع الدماغ.. وانتظار الإلهام.. وهرش الرأس.. والمشي هائما على وجهك في الشوارع.. ادفع المبلغ.. وتسلم القصص والروايات والمسرحيات سابقة التجهيز وانضم الى قائمة المبدعين.
أما انها سابقة التجهيز فلأنها ستخرج لك من الكومبيوتر بعد ان تضغط على بضعة مفاتيح.
المدهش ان مخترع «الكاتب الالكتروني» هو رجل اعمال يدعى ريتشارد لي.. وقد حاول السيد لي ان يصبح كاتبا ولكنه فشل.. وهكذا قرر ان يصبح كاتبا رغم انف الجميع خاصة النقاد.. وجلس الى جهاز الكومبيوتر وصمم برنامجا سماه «الكاتب الجديد».
كان لي يعمل مديراً ادارياً لشركة تقوم بتدريب روادها على الادارة، وقد حاول مرارا ان يترك وظيفته الادارية ليصبح مبدعا.. فلما تكرر فشله درس خطوات تأليف الرواية وقال ان اي كاتب في حاجة لبعض الاساسيات ثم في امكانه بعد ذلك الانطلاق.. وقد قسم عملية الكتابة الى خمس مراحل.. هي مرحلة الجلوس الى الكومبيوتر ثم الاجابة على خمسة اسئلة.. ماذا ستفعل الان؟ الاجابة ستختار اسم الرواية بحيث يكون براقا يلفت انتباه القراء والنقاد.. يقدم الكومبيوتر 100 اقتراح بهذه الاسماء.. يختار الكاتب الاسم الذي سيناسب موضوعه.. ثم ما هو نوع الرواية.. هل هي رواية عاطفية.. مغامرة.. مطاردة.. عملية انتقام.. هروب من شيء.. تاريخ بطل.. طيب.. ماذا بعد ذلك؟
الكومبيوتر يقدم عشرات الافكار لهذه الروايات بحيث يختار الكاتب ما يناسبه.. ثم ماذا بعد ذلك.. ابداع الشخصيات.. يقدم الكومبيوتر 22 شخصية لكل رواية.. وهي شخصيات واقعية تنبض بالحياة.. فيها الحسنات ونقط الضعف والخير والشر ككل شخصية في الدنيا.. ثم يبدأ تحريك الشخصيات باتفاق بين الكاتب والجهاز.. وكلما تم الاتفاق على احداث يتم تسجيلها... وهكذا بعد بضع ساعات سيكون عندك رواية كنت ستقضي بضع سنوات في كتابتها.
ارجو الا يسألني القراء عن كيفية شراء الجهاز.. فأنا شخصيا لا اعرف ولكني سأتصل بابني في لندن واسأله.. فانا ايضا اريد ان اصبح كاتبا.
* همس الكلام:
«العقل مثل قطار البضاعة يثير ضجيجا اكثر كلما كانت حمولته اقل»