معتقلو القاعدة.. الأبرياء والمتورطون

TT

هل هناك من طريقة تبذلها الدول العربية المعنية للتفاهم مع الولايات المتحدة بشأن معتقلي القاعدة الموجودين في القاعدة الاميركية في كوبا.

ليس المطلوب التعاون الامني او المشاركة في التحقيقات، ولكن ما يهمنا هو ان عددا كبيرا من هؤلاء من صغار السن الذين غسلت ادمغتهم، وتم تشويه صورة الاسلام في عقولهم فذهبوا واهمين انهم يجاهدون في سبيل الله، فوجدوا انفسهم وسط معركة لا علاقة لها بالاسلام ولا بالجهاد. وهؤلاء يحتاجون الى حوار واصلاح واعادة تثقيف بالدين وبالعلاقة بالآخرين وفهم شريعة الله خالية من الشوائب وفكر الخوارج وعقلية التكفير، وهؤلاء ضحايا اكثر منهم مجرمين، وهم في النهاية مخلصون لفكرة يعتقدون انها سليمة وهي فكرة شاذة، وبعضهم انقياء غسلت عقولهم عبر فكر التكفير وعقلية الخوارج الجدد.

لا بد من ان تبذل الدول العربية المعنية بالامر جهدا لدى الاميركان لايصال دعاة وتربويين للحوار مع هؤلاء، ومساعدتهم على العودة الى الحياة الطبيعية والى الاسلام السمح، وكم من شاب اغرته فكرة متسرعة فراح يركض وراءها، فعومل بالاحسان فعاد اليه رشده واصبح في موقع آخر مناقض لكل فكرة مجنونة كادت ان تعصف به، وخاصة ان هؤلاء في النهاية هم ابناؤنا واخواننا الذين غُرر بهم واندفعوا في عمل اخرق كانوا هم واهلهم أول ضحاياه. لا نتكلم عن قادة مجرمين، ولا عن متورطين في قتل ارواح بريئة، فهؤلاء لن ينفع معهم حوار، ولا بد من ان تأخذ العدالة مجراها بالتعامل معهم، لكننا نتحدث عن ضحايا هؤلاء من المغرر بهم، ونعتقد ان الحوار معهم سيكون عاملا حاسما في اعادة تأهيلهم وفي مساعدتهم على العودة الى دفء بيوتهم بروح جديدة متسامحة.

لا أشك لحظة ان بعض المحرضين ممن دفع هؤلاء للذهاب الى افغانستان وغير افغانستان بحجة الجهاد، وهم جالسون في بيوتهم، وبعض قيادات الفكر الخارجي الذين ما زالوا يتصدرون بعض المنتديات ومؤسسات الاعلام ومنابر المساجد، هم اخطر بكثير من شباب صغار في القاعدة الاميركية في كوبا، وان استمرار هؤلاء في طرح الفكر الخارجي والتكفيري هو خطر مستمر، وهو ماكينة تفريخ لضحايا جدد من شباب في عمر الزهور وجدوا انفسهم وسط معمعة لا علاقة لها بالاسلام ولا بالقيم ولا بالمبادئ.

لتجرب الدول العربية المعنية الوسائل الدبلوماسية مع اميركا للوصول الى معتقلي القاعدة، فهذا انفع واجدى من انتظار المجهول، فبعضهم بحاجة الى تربوي اكثر من حاجتهم الى سجان.