التفكير في أوقات العمل الرسمية!

TT

بعض الاعمال، او اكثرها، ينتهي عندما ينتهي وقت الدوام، ويغلق الموظف مكتبه، وينطلق عائدا الى بيته.. انه يتوقف عن التفكير في العمل.. فهو لا يفكر الا اثناء الدوام.. اثناء وقت العمل الرسمي.. بعد ذلك ينصرف ذهنه الى بيته واولاده، وبقية عناصر حياته، ولا يتذكر عمله او يفكر فيه الا صباح اليوم التالي.

هناك اعمال لا يرتبط التفكير فيها بالوجود في المكتب.. انها تستدعي التفكير في المكتب وخارجه.. في السيارة والبيت والمقابلات وحتى وقت الطعام.. واحيانا يكون التفكير فيها او حتى ادائها خارج المكتب اكثر منه داخل المكتب.. من ذلك عمل الصحافي الذي ما يكاد يربط نفسه بالدوامة حتى يظل يدور فيها حتى نهاية حياته.. ومن ذلك عمل الكاتب، والشاعر، والفنان، والمخترع.. اي ما يمكن ان يطلق عليه مهن الابداع.

وهؤلاء الذين يفكرون في اوقات العمل الرسمية وفي غير اوقات العمل الرسمية ترتفع بينهم نسبة الفشل في الزواج والعلاقات الانسانية عموما.. فهم منصرفون اكثر الوقت في التفكير في اعمالهم.. وما انجزوه اليوم.. وما سينجزونه غدا.. وكثيرا ما يستغرقون في التفكير والعمل وينسون كل شيء اخر.

واظنه اديسون الذي ظل يعمل في معمله ليلة زواجه.. وظن الجميع انه هرب واخذت العروس تندب حظها بعد ان بحثوا عنه في كل مكان ولم يجدوه.. حتى فكروا في البحث عنه في المعمل فوجدوه مستغرقا في ابتكار جديد انساه العروس والمدعوين.

واظنه الفيلسوف الاميركي سانتيانا الذي كان يسير في حديقة الجامعة مستغرقا في التفكير عندما قابله ابنه الطالب في الجامعة نفسها.. فقال الابن: كيف حالك يا سيدي؟

فرد الفيلسوف: شكرا لك.. انني على ما يرام.. كيف حالك انت؟

الابن: انني كما ترى في احسن حال! قال الفيلسوف وهو يستأنف سيره: لا تنس ان تسلم لي على والدك!!