محاكمة الشاي في حريق المدرسة!

TT

البيانات، والتصورات، والتقارير التي خرجت بعد وفاة 14 طالبة دهسا بالاقدام بعد حريق محدود في مكان اعداد الشاي بمدرسة «المتوسطة 31» يوم الاثنين الماضي بالاضافة الى اكثر من 50 طالبة اخرى في المستشفيات.. هذه البيانات تريد ان تقول ان الشاي هو السبب الاول فيما حدث.. والمدهوسات القتيلات هن السبب الثاني.. وليس هناك مسؤولون آخرون لا في الرئاسة العامة لتعليم البنات ولا في هيئة الامر بالمعروف التي منعت اولياء الامور ورجال الدفاع المدني من الدخول لانقاذ الطالبات حيث القين بأنفسهن من النوافذ، واصواتهن تشق الفضاء، ولا في الدفاع المدني، ولا في اي مكان آخر.

وهذا يعني ان نقدم الشاي على انه المتهم الاول.. وندين المدهوسات لانهن المتهم الثاني.. ولا ادري ما هي العقوبة المتوقعة في هذه الحالة، واترك ذلك للتحقيقات والمحاكمات ـ اذا حدثت ـ واتركه ايضا لتصور القارئ!!! ولست اريد ان ادين احدا من المسؤولين فيما حدث.. حتى تظهر نتائج التحقيق.. ولكن الاسراع بتبرئة الجميع لا تريحني.. فمن الواضح ان مبنى المدرسة لم يكن مهيأ اصلا كمدرسة يشترط في مبناها ان تتوفر فيه وسائل الاطفاء.. ووسائل الخروج الآمن في لحظات الهلع والخوف.. وان يكون عند المشرفين على المدرسة من المديرة الى البواب معرفة معقولة بمواجهة مثل هذه الكارثة!! فاذا كانت هذه الكارثة المؤلمة هي بمثابة اجراس انذار فانني اتصور ان تقوم ادارة الرئاسة العامة لتعليم البنات فورا بالتفتيش على بقية مدارس المملكة لمعرفة مدى توفر شروط السلامة في مبانيها.. وان تقوم ادارة الدفاع المدني بتوعية المشرفين.. والطلبة والطالبات بكيفية التصرف عند وقوع مثل هذا الحادث الأليم. وان يتم التحقيق وانزال العقاب الصارم بالذين منعوا اولياء الامور وافراد الدفاع المدني من الدخول لانقاذ الطالبات ـ وفق ما نشر امس في «عكاظ» و«الوطن» و«الاقتصادية».

انني أعزي من قلبي اولياء امور الزهرات اللائي ذهبن ضحية اهمال غير متعمد.. ولكن يجب الا نترك الامور تسير دون تحديد المسؤولية..

وفي دول اخرى يستقيل المسؤول او يقال كما حدث في مصر الشقيقة في حريق القطار الذي اودى بحياة الألوف او المئات كما قالت البيانات الرسمية.

لا يكفي ان نقدم الشاي للمحاكمة.. وان نلقي بالمسؤولية على الضحايا، وليس على المتسببين.